سحر الرموز في طقوس الخلود.. 4 أوانٍ مذهلة في المتحف المصري بالتحرير
يعرض المتحف المصري بالتحرير، 4 أوانٍ مذهلة تنتمي إلى مقبرة يويا وتويا، والدي الملكة تيي زوجة أمنحتب الثالث، كأحد الشواهد البارزة على براعة المصري القديم في الجمع بين الفن والعقيدة.
تفاصيل 4 أوانٍ مذهلة تنتمي إلى مقبرة يويا وتويا
تعود هذه القطع إلى الأسرة الثامنة عشرة 1387–1350 ق.م، وقد تم اكتشافها في وادي الملوك عام 1905 ضمن مقبرة يويا وتويا، صنعت الأواني من حجر جيري مدهون ليشبه العاج أو الألباستر، وتم تثبيتها على لوح خشبي، مما يدل على أهمية محتواها الرمزي أكثر من وظيفتها العملية.

ما يميز هذه الأواني ليس فقط أشكالها الفريدة، بل أيضًا أغطيتها التي نُحتت على هيئة رؤوس حيوانات رمزية مثل العجل، الضفدع، الوعل، والعجل المرقّط، وكل منها يحمل دلالة دينية مرتبطة بالآخرة، كما تزيّن كل إناء كتابة هيروغليفية على خلفية صفراء، تمنح البركة والضمانة الروحية لـ أوزوريس يويا، بحسب العقيدة المصرية القديمة.
ورغم أن محتوى هذه الأواني كان في معظمه مزيفًا، حيث تم نحت تجاويف صغيرة فقط، فإنها كانت ترمز لأوانٍ جنائزية حقيقية تحتوي على زيوت وعطور تستخدم في الطقوس الجنائزية، مما يعكس إيمان المصريين القدماء بأن وجود هذه الأشكال – حتى ولو كانت مزيفة – يكفي لضمان استمرار النعيم في العالم الآخر.
تعكس هذه القطعة مدى تعلق المصري القديم بفكرة الخلود، واستخدامه الرموز والإبداعات الحرفية لتجسيد مفاهيمه الروحية المعقدة، وهي اليوم تروي لنا قصة إيمان وفن من قلب التاريخ، في واحدة من أبرز قاعات المتحف المصري بالتحرير.


