قبل ظهوره بسنوات.. باحثون يكشفون عن نوع بروتينات بالقلب قد يكشف الإصابة بالسرطان
كشفت دراسة حديثة قادتها جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس أن بروتينات معينة تُستخدم عادة كمؤشرات على مشاكل القلب، قد تكون أيضًا أدوات فعالة في التنبؤ بالإصابة بـ السرطان قبل ظهور الأعراض بسنوات طويلة.
ووفقًا للدراسة التي نُشرت في مجلة JACC: Advances، فإن المستويات المرتفعة نسبيًا من بروتين تروبونين القلب عالي الحساسية hs-TnT والببتيد الناتريوتريك من النوع B الطرفي الأميني NT-proBNP في الدم ارتبطت بزيادة احتمال الإصابة بالسرطان لدى أكثر من 6 آلاف مشارك تمت متابعتهم على مدار نحو 18 عامًا.
علاقة وثيقة بين مؤشرات القلب والسرطان
أوضح الباحث الرئيسي الدكتور شينجيانج كاي أن هذه البروتينات تُعد مؤشرات معروفة لأمراض القلب، إلا أن نتائج الدراسة أظهرت قدرتها على التنبؤ أيضًا بمخاطر الإصابة بالسرطان، نظرًا لتداخلها مع مسارات بيولوجية مثل الالتهاب، والإجهاد الوعائي، والتمثيل الغذائي، وهي نفس المسارات التي تمهّد لنشوء الأورام.
وخلال الدراسة، لاحظ الباحثون أن الأشخاص الذين سجلوا مستويات مرتفعة من هذه المؤشرات كانوا أكثر عرضة للإصابة بأورام القولون والرئة، بينما لم تظهر نفس العلاقة القوية مع سرطانات البروستاتا أو الثدي، مما يشير إلى اختلاف التأثير حسب نوع الورم.
آفاق طبية جديدة.. وتحذير من التسرع
على الرغم من أن النتائج واعدة، إلا أن الباحثين حذروا من التسرع في إدخال هذه المؤشرات ضمن فحوصات السرطان الروتينية، نظرًا لأن استخدامها الحالي يتركز على تقييم مشكلات القلب مثل الذبحة الصدرية وفشل القلب، وتختلف مستوياتها باختلاف عوامل مثل السن ووظائف الكلى.
ويأمل فريق الدراسة أن يُسهم دمج هذه المؤشرات في الخوارزميات الطبية والسجلات الصحية الإلكترونية مستقبلًا في تحسين أدوات الكشف المبكر، خاصة للأشخاص المعرضين لمخاطر مرتفعة.
ومن أبرز القيود التي أشار إليها التقرير الاعتماد على بيانات السجلات الطبية داخل المستشفيات، والتي قد لا ترصد جميع حالات السرطان المكتشفة في العيادات، ورغم ذلك فإن التحليلات الإحصائية أظهرت ارتباطًا مستقلًا بين ارتفاع مستويات البروتينات وحدوث السرطان.
وتسعى فرق البحث حاليًا للتعاون مع مؤسسات أوروبية لتأكيد النتائج عبر عينات دولية، كما يعملون على اختبار ما إذا كان التدخل المبكر لمعالجة إجهاد القلب الصامت قد يقلل فعليًا من خطر الإصابة بالسرطان.
