متحف الفن بفيينا يعرض قناع مومياء روماني مصنوع من الجص
يعرض متحف تاريخ الفن في العاصمة النمساوية فيينا قطعة أثرية فريدة من نوعها تحمل رقم التسجيل (6609)، وهي قناع مومياء لرجل، يعكس تداخلًا نادرًا بين الفن الروماني والمعتقدات الجنائزية المصرية القديمة.
يتميز هذا القناع بأنه لا يقتصر على تغطية الوجه فقط، بل يصور أيضًا الجزء العلوي من الجسد واليدين، حيث يبدو المتوفى ممددًا على سرير جنائزي، لا يظهر منه سوى طرفه العلوي، مما يمنح المشهد طابعًا إنسانيًا ينبض بالحياة. وقد كان الهدف من وضع مثل هذا القناع فوق جسد المومياء هو إعطاؤها مظهرًا واقعيًا، يوحي بأن المتوفى ما يزال حيًا.

الفن الروماني
ويتجلى تأثير الفن الروماني بوضوح في ملامح الوجه وتسريحة الشعر التي عكست الذوق الروماني المعاصر في ذلك الزمن، بينما حافظ القناع على الزخرفة المصرية التقليدية، ليجمع بذلك بين طرازين حضاريين. كما كانت بعض الأقنعة تُزود بعيون من مواد مطعمة لتعزيز الإحساس بالحيوية والبريق.
صُنع القناع من الجص، ويبلغ عرضه حوالي 29 سنتيمترًا، ورغم أن موقع اكتشافه لا يزال مجهولًا، إلا أن قيمته تكمن في كونه شاهدًا على استمرار تقاليد الدفن المصرية القديمة حتى في ظل الحكم الروماني، مما يعكس تمسك المصريين بجذورهم الثقافية والدينية رغم تغير الحُكام وتعاقب العصور.
وهذا القناع لا يعبّر فقط عن براعة فنية، بل يحمل في طياته رسالة حضارية تؤكد على عمق ورسوخ الطقوس الجنائزية المصرية، وقدرتها على التأقلم والاستمرار في إطار ثقافات جديدة دون أن تفقد هويتها الأصلية.


