في اليوم الدولي للبحارة.. متحف الشرطة يروي قصة الشجعان على ضفاف النيل وأعالي البحار
يعرض متحف الشرطة بالقاهرة، نموذج أثري لقارب مصري قديم، كشاهد حي على تاريخ طويل من البطولات البحرية التي سطّرها أبناء هذا الوطن.
في اليوم الدولي للبحارة.. متحف الشرطة يروي قصة الشجعان على ضفاف النيل وأعالي البحار
وقالت إدارة متحف الشرطة القومي، في بيان لها إن النموذج يعود إلى عصر الدولة الوسطى في مصر القديمة، ويصوّر عشرة بحّارة يجلسون في صفّين متقابلين، يمسكون بمجاذيفهم، بينما يجلس قائد القارب في المؤخرة، يشرف على توجيهه بثقة وحكمة، وكأنه يرمز لروح القيادة والانضباط التي لطالما تحلّى بها البحّار المصري عبر العصور.

ويأتي عرض هذه القطعة الفريدة تزامنًا مع احتفال العالم، بـ"اليوم الدولي للبحارة"، الذي يسلط الضوء على الدور المحوري لفئة البحارة في الاقتصاد العالمي، والتحديات القاسية التي يواجهونها في عرض البحار، بعيدًا عن أوطانهم وعائلاتهم.
لقد كان المصري القديم من أوائل من خاضوا غمار البحر والنهر بشجاعة وبراعة، سواء في نهر النيل أو في رحلات طويلة عبر البحر الأحمر والمتوسط. تجلت مهاراتهم في رحلات الملك "سنفرو" إلى جبال لبنان لاستيراد خشب الأرز، وفي بعثات الملكة "حتشبسوت" إلى بلاد "بونت" الغنية بالبخور والعاج. لم تكن هذه الرحلات مجرد تنقلات تجارية، بل كانت مغامرات حضارية تنقل العلوم والفنون والثقافات.
ومع دخول العصر الإسلامي، واصل البحّارة المصريون أداء دور محوري في الدفاع عن السواحل المصرية، وفي نقل السلع والأفكار، بل والمشاركة في نشر الحضارة الإسلامية في أنحاء العالم. وقد شكلوا العمود الفقري للأساطيل الإسلامية في العصور الأيوبية والمملوكية، حيث تصدوا للغزوات الصليبية ونقلوا الجنود والمؤن خلال المعارك.
أما في العصر الحديث، فقد أعاد محمد علي باشا إحياء قوة مصر البحرية، مؤسسًا أسطولًا حديثًا عزز من مكانة مصر إقليميًا ودوليًا. ومع افتتاح قناة السويس، تحوّل البحّارة المصريون إلى ركيزة في قلب التجارة العالمية، مساهمين في نمو الاقتصاد الوطني، ومجسدين لوجه مصر المشرق في الموانئ والمياه الدولية.
إن النموذج المعروض في متحف الشرطة لا يحكي فقط عن قارب خشبي، بل عن تاريخ أمة عرفت طريقها إلى البحار منذ آلاف السنين، وعلّمت العالم أن الشجاعة والانضباط والإخلاص صفات لا تغيب عن رجل البحر المصري.


