دعاء الاستخارة للعمل.. 3 أمور تحرمك الاستجابة وتمنعك من التوفيق
لا يختلف دعاء الاستخارة للعمل عن دعاء الاستخارة للزواج، فدعاء الاستخارة له صيغة واحدة ثابتة يلجأ لها المسلم في جميع أمور حياته التي يتحير بشأن اتخاذ القرارات الصحيحة فيها، فالاستخارة وسيلة لطلب الخير من الله، كما إنها تفويض الأمر لله، ومع ترديد دعاء اللهم إني وكلتك أمري فكن لي خير وكيل ودبر لي أمري فإني لا أحسن التدير، سيتعين على المسلم كذلك ترديد دعاء الاستخارة سواء بصلاة أو بدون.
دعاء الاستخارة للعمل
يحتاج الكثيرون إلى دعاء الاستخارة للعمل، وخصوصا إذا كان العمل يتطلب السفر إلى الخارج، فهي خطوة قد لا يجرأ عليها البعض، ولذلك سيحتاجون إلى صلاة الاستخارة، ويتوضأ فيه المسلم كوضوئه للصلاة، مع وضع نية صلاة الاستخارة بشأن الأمر المرجو وهو العمل، والنية محلها القلب فلا يشترط التلفظ بها، ثم يشرع في صلاة الاستخارة ركعتين من دون الفريضة.
وبعد السلام من صلاة الاستخارة، يرفع يديه متضرعا بالدعاء، أي دعاء الاستخارة بهذه الصيغة "اللَّهُمَّ إنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ، وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ، وَأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ الْعَظِيمِ فَإِنَّكَ تَقْدِرُ وَلا أَقْدِرُ، وَتَعْلَمُ وَلا أَعْلَمُ، وَأَنْتَ عَلامُ الْغُيُوبِ، اللَّهُمَّ إنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ (حاجة العمل) خَيْرٌ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي فَاقْدُرْهُ لِي وَيَسِّرْهُ لِي ثُمَّ بَارِكْ لِي فِيهِ، وَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ (حاجة العمل) شَرٌّ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي فَاصْرِفْهُ عَنِّي وَاصْرِفْنِي عَنْهُ وَاقْدُرْ لِي الْخَيْرَ حَيْثُ كَانَ ثُمَّ ارْضِنِي بِهِ.
ويسن بعد دعاء الاستخارة للعمل، أن يردد الإنسان أدعية أخرى بتيسير الأمر كأن يقول "اللهم إن كان هذا الأمر خيرا فأرني خيرًا وأرني ما يسرني"، أو أن يقول اللهم اشرح لي صدري ويسر لي أمري، اللهم يسر ولا تعسر بحولك وقوتك يا أرحم الراحمين، اللهم أكتب لي الخير أينما كان وارضني به، اللهم استجب دعائي ورجائي لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، غيرها من أدعية تيسير الأمور والتي تنطبق على دعاء الاستخارة والتيسير.
دعاء الاستخارة للعمل:
- اللهم إني أستعطفك بعلمك، وأستجير بك بقدرتك، وأطلب منك من فضلك الكبير، فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب أن يلهمني الصواب، وتريح قلبي وتلهمني الأصلح لي.
- اللهم إن كنت تعلم أن هذا العمل (يذكر العمل) خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فأقدره لي وفقني له ويسره لي ثم بارك لي فيه.
- اللهم وإن كنت تعلم أن هذا العمل (يسمى العمل) شر لي في ديني ودنياي ومعاشي وعاقبة أمري فاصرفه عني واصرفني عنه وأقدر لي الخير حيث كان ثم أرضني به.
- اللهم إني وكلتك أمري كله، فأرشدني إلى ما فيه الخير يا رب العالمين، اللهم فرج كربتي وأذهب وحر قلبي، واشفني من القلق والاضطراب، وأرشدني الأصوب دائما.
- اللهم يا حنان يا منان أسألك أن عملي هذا لو خير لي فارزقني به رزق حلال وإن كان شر لي فأبعده عني.
- ربنا أنت علام الغيوب أستشيرك أن عملي هذا خيرا لي فقدره ويسره لي ثم بارك لي فيه ثم أن لم يكن خيرا لي فاصرفه عني ولا تعلق قلبه بشيء.
- اللهم إني أسألك من الخير عاجله، وأصلي لي ديني الذي هو عصمة أمري، ودنياي التي فيها معاشي، واجعل الحياة زيادة لي في كل خير، واجعل الموت راحة لي من كل شر.
- يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث أصلح لي شأني كله، ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين، اللهم امنحني القدرة على الاختيار الصحيح، ولا تتركني إلى نفسي أو الشيطان.
- اللهم بلطفك يا لطيف يا حنان يا منان ارزقني عملا يغنيني عن الاحتياج للناس، ويعفي عن ذل المسألة، ووفقني لحسن الاختيار يا قدير.
- اللهم ارزقني عملا يعينني على ديني ودنياي وعاقبة أمري، اللهم سخر لي علامة ترشدني إلى ما ينفعني، وما في الخير، واحفظني من الوقوف فيما لا يرضيك.
- اللهم إن كان هذا العمل فيه خير لي فعظمه في قلبي، وارزقني الثبات، ولا تشقيني به، ووفقني لإنجازه، وإن كان شرا لي فاصرفه عني.
متى لا تقبل صلاة الاستخارة
ويتساءل العديد من المسلمين، متى لا تقبل صلاة الاستخارة؟ ووفقا لجمهور أهل العلم، فإن الاستخارة دعاء، والذنوب من موانع إجابة الدعاء، فقال ابن القيم في الجواب الكافي: "الدعاء من أقوى الأسباب في دفع المكروه، وحصول المطلوب، ولكن قد يتخلّف أثره عنه، إما لضعفه في نفسه بأن يكون دعاء لا يحبّه الله لما فيه من العدوان، وإما لضعف القلب، وعدم إقباله على الله، فيكون الدعاء بمنزلة القوس الرخو جدا، فإن السهم يخرج منه خروجًا ضعيفًا، وإما لحصول المانع من الإجابة من أكل الحرام، والظلم، ورين الذنوب على القلوب، واستيلاء الغفلة، والشهوة، واللهو، وغلبتها عليها.
ولكي تكون صلاة الاستخارة مقبولة ودعائها مستجاب، نذكركم بحديث النبي صلى الله عليه وسلم "ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة، واعلموا أن الله لا يقبل دعاء من قلب غافل لاه"، وفي حديث آخر قال عليه الصلاة والسلام "يا أيها الناس، إن الله طيب، لا يقبل إلا طيبًا، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين، فقال: {يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا إني بما تعملون عليم} [المؤمنون:51]، وقال: {يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم} [البقرة:172]، ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر، يمد يديه إلى السماء: يا رب، يا رب، ومطعمه حرام، ومشربه حرام، وملبسه حرام، وغذي بالحرام، فأنى يستجاب لذلك؟".
واختصار جواب متى لا تقبل صلاة الاستخارة؟ فعلى المسلم أن يلتزم بآداب الدعاء المتمثلة في، دعاء الله وحده لا شريك له بصدق وإخلاص، لأن الدعاء عبادة، وألا يدعو المرء بإثم أو قطيعة رحم، وألا يستعجل، وأن يدعو بقلب حاضر، موقن بالإجابة، ويحسن ظنه بربه، وأن يبدأ الدعاء بحمد الله والثناء عليه، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وختمه بذلك، ورفع اليدين، وعدم التردد، بل ينبغي للداعي أن يعزم على الله ويلح عليه، مع استحباب صلاة الاستخارة للعمل أو لأي أمر آخر في عير أوقات الكراهة.
