عمل بلا تأمين وديون متراكمة.. حملة أنا أمريكي على تيك توك تكشف غلاء المعيشة في أغنى دولة بالعالم
في ظاهرة لافتة اجتاحت منصة تيك توك خلال الأيام الماضية، شارك عشرات المستخدمين الأمريكيين، مقطع مؤثر تحت وسم أنا أمريكي I am American، كشفت من خلاله إحدى السيدات معاناتها اليومية مع تكاليف المعيشة المرتفعة وتدهور أوضاعها الاجتماعية والاقتصادية، رغم عملها الشاق وتحصيلها العلمي.
حملة أنا أمريكي على تيك توك
تقول إحدى المشاركات في فيديو حقق انتشارًا واسعًا: أنا أمريكية، أدفع 1600 دولار مقابل شقة لا تحتوي حتى على غرفة نوم، وهذا المبلغ يمثل ثلثي دخلي الشهري، أعمل 50 ساعة في الأسبوع، لكن لا أملك تأمينًا صحيًا، لا أستطيع إنجاب طفل حتى لو أردت، لأنني مدينة بـ7000 دولار.
وأضافت: أنا أمريكية، مؤهلة جدًا لوظيفتي، لكن لا أحد يعيّن، أكسب 20 دولارًا في الساعة، رغم أن الحد الأدنى الحقيقي للمعيشة هنا هو 30 دولارًا، ومع ذلك لا أتأهل لأي دعم حكومي، في أيام العطلة، أكون مرهقة لدرجة أنني أنام طوال اليوم.
وتختتم حديثها بجملة لاقت تفاعلًا واسعًا: أنا أمريكية، أخشى أنني مجرد أمريكية عادية، أنا أعيش الحلم الأمريكي، فيما انهالت التعليقات التي استنكرت الأوضاع في أمريكا فيما وجه لها البعض نصيحة السفر إلى دولة أخرى.
الفيديوهات، التي تتكرر فيها عبارة أنا أمريكي في بداية كل جملة، تحولت إلى ما يشبه صرخة ضد ما يصفه البعض بـ وهم الحلم الأمريكي، ويصف المشاركين كيف أن الغذاء الصحي بات بعيد المنال، والسكن لم يعد ميسورًا، والتأمين الصحي ترفًا لا يمكن تحمّله، بينما تتراكم الديون والضغوط النفسية.
وحول الأوضاع المعيشية في الولايات المتحدة الأمريكية كشف موقع Axios عن ارتفاع فواتير البقالة في الولايات المتحدة بنسبة 3% خلال العام الماضي، مدفوعة بتأثيرات التغير المناخي مثل أحداث الطقس المتطرف، مضيفًا أنه على سبيل المثال، ارتفعت أسعار القهوة بنسبة 13.4% ولحم البقر 10.3%، بينما قفزت أسعار البيض بنحو 27.3% بسبب تفشي إنفلونزا الطيور.
وكالة رويترز أوضحت كيف أن شركات البناء الأمريكية تعاني من ارتفاع حاد في تكاليف مواد البناء، تسعيرة التعريفات الجمركية، وأسعار الفائدة المرتفعة، وقد أدى ذلك إلى ضعف المبيعات العقارية وتشاؤم بشأن مستقبل قطاع الإسكان.
صحيفة The Times البريطانية وصفت صيف 2025 بأنه غالي بشكل صادم في أمريكا، مع ارتفاع الأسعار بنسبة تقارب 26% منذ الجائحة، إلى جانب أقساط الفنادق، واستئجار السيارات، والقهوة، والطعام، مشيرة إلى أن كل شيء أثقل كاهل المستهلكين.
وحذرت صحيفة MarketWatch من ارتفاع تكاليف التأمين على المنازل بنسبة 20% بين 2022 و2024، وتأثر الأسر ذات الدخل المحدود بشكل كبير، ما يجعل القدرة على دفع أقساط الرهن العقاري تتراجع في بعض الولايات.
موقع The Daily Beast أشار إلى أن معدلات التضخّم في يونيو 2025 وصلت لأعلى مستوياتها منذ فبراير، مع ارتفاع سنوي يقدّر بـ2.7%، وهو مؤشّر على تأثير التعريفات الجمركية المعدّلة حديثًا.
وبحسب هذه التقارير، يتبين أن غلاء المعيشة في أمريكا هو واقع ملموس، يشمل موقفًا خطيرًا على النقابات الاستهلاكية، السوق العقارية، وحتى الإسكان والرعاية الاقتصادية للأسرة، يشكّل هذا الواقع تحديات كبيرة للأسر ذات الدخل المتوسط والمنخفض.
