من العيال كبرت إلى زهايمر.. محطات لا تنسى في مسيرة الراحل سعيد صالح
في مثل هذا اليوم، 1 أغسطس، رحل عن عالمنا الفنان الكبير سعيد صالح، تاركًا وراءه إرثًا فنيًا استثنائيًا، جمع بين خفة الدم وعمق الموهبة، وجعل منه واحدًا من أبرز رموز الكوميديا في تاريخ المسرح والسينما المصرية.
ذكرى وفاة سعيد صالح
لم يكن سعيد صالح مجرد ممثل كوميدي، بل كان صاحب موهبة لافتة، ومثقفًا قرأ كثيرًا وكتب الشعر، حتى إن البعض يلقّبه بـ المثقف الشعبي، أطل من على خشبة المسرح في بداياته مع المسرحية الخالدة مدرسة المشاغبين، إلى جانب عادل إمام ويونس شلبي وأحمد زكي، قبل أن ينطلق منفردًا في بطولات ناجحة أبرزها العيال كبرت، التي أكدت موهبته كـ نجم مسرحي أول.
وجسّد فيها شخصية سلطان، الابن الأكبر، والتي أصبحت مرجعًا في الأداء الكوميدي المسرحي، تلك المسرحية لم تكن فقط بوابة شهرته، بل وثّقت موهبته الحقيقية وقدرته على الارتجال بسلاسة لا تُجارى.
شكّلت علاقته بالفنان عادل إمام أحد أبرز محاور حياته الفنية، حيث قدما معًا العديد من الأعمال الناجحة مثل سلام يا صاحبي، والهلفوت، وزهايمر، وكانت صداقتهما عميقة، وقد عبّر سعيد مرارًا عن محبته واحترامه لعادل، رغم ما شاب علاقتهما في بعض الفترات من جفاء أو خلاف.
أعمال سعيد صالح
لكن خلف الضحكة، كانت هناك حياة مليئة بالصراعات، لم يكن سعيد صالح فنانًا نمطيًا؛ كان يقول ما يشعر به دون تجميل، ما جعله يدفع ثمن صراحته في أكثر من مرحلة من حياته، سواء فنيًا أو اجتماعيًا.
وعُرف عن سعيد صالح جرأته في التعبير عن آرائه، ودفع ثمن ذلك مرتين بالسجن، لكنه ظل متمسكًا بما يؤمن به، كان صريحًا، لا يجامل، عاش حياة بسيطة بعيدًا عن الأضواء، وواجه مشكلات صحية في سنواته الأخيرة بصبر، قبل أن يرحل في عام 2014 عن عمر ناهز 76 عامًا.


