دراسة تتوصل لدواء يكافح الملاريا ولدغات البعوض
في خطوة قد تغيّر مسار المعركة ضد الملاريا، كشفت دراسة حديثة أن دواء الإيفرمكتين المعروف باستخدامه لعلاج الأمراض الطفيلية، قد يمتلك خصائص فعالة في الحد من انتشار المرض عبر القضاء على البعوض الناقل له.
دراسة تتوصل لدواء يكافح الملاريا ولدغات البعوض
وفقًا للبحث الذي أُجري في مقاطعة كوالي الساحلية في كينيا – وهي منطقة تُسجل معدلات مرتفعة من الإصابة بالملاريا – فقد أظهرت النتائج أن تناول جرعات شهرية من الإيفرمكتين ساعد في تقليل عدد الإصابات بنسبة تصل إلى 26%، مقارنة بالمجموعة التي تناولت عقارًا بديلًا يُستخدم للمقارنة.
والإيفرمكتين يُستخدم منذ سنوات في علاج أمراض مثل العمى النهري وداء الفيل، لكنه جذب أنظار العلماء مؤخرًا بسبب تأثير جانبي غير متوقع، حيث يُحوّل الدم البشري إلى ما يشبه مصيدة قاتلة للبعوض، مما يؤدي إلى نفوقه بعد امتصاص الدم.
وهذا التأثير كان محور الدراسة الجديدة، التي شملت أكثر من 20 ألف طفل تتراوح أعمارهم بين 5 و15 عامًا، وبعد فترة متابعة استمرت 6 أشهر، تبين أن الأطفال الذين تلقوا الإيفرمكتين تعرضوا لإصابات أقل، حتى مع وجود ناموسيات معالجة بالمبيدات داخل منازلهم.
نتائج واعدة وسلامة مؤكدة
وأشاد فريق البحث بقيادة الدكتور كارلوس شكور، بالنتائج، مؤكدين أن الدواء أظهر فاعلية ملموسة دون التسبب في مضاعفات صحية خطيرة، إذ اقتصر الأمر على بعض التفاعلات الخفيفة والمؤقتة، ما يُعزز إمكانية استخدامه ضمن برامج الصحة العامة مستقبلًا.
كما سجلت المجتمعات المحلية التي استخدمت الإيفرمكتين انخفاضًا ملحوظًا في آفات أخرى مثل بق الفراش، في حين ساعد الدواء في دراسة موازية بموزمبيق، قبل أن تتوقف بسبب إعصار ووباء في تقليل مشكلات جلدية شائعة كالجرب وقمل الرأس.
الملاريا.. خطر متجدد رغم الجهود العالمية
لا تزال الملاريا تُشكل تهديدًا صحيًا عالميًا، حيث أصابت نحو 263 مليون شخص حول العالم خلال عام 2023، وتسببت في وفاة قرابة 600 ألف شخص، بحسب بيانات منظمة الصحة العالمية، ويُشكل تطور البعوض وتكيّفه مع وسائل الحماية التقليدية كالمبيدات والناموسيات تحديًا إضافيًا أمام برامج الوقاية.
وحذرت ريجينا رابينوفيتش، مديرة مبادرة القضاء على الملاريا في منظمة ISGlobal، من تراجع فعالية الأدوات التقليدية، مؤكدة أن الأبحاث الحديثة على الإيفرمكتين تُعد نقلة نوعية محتملة، خاصة في البيئات الموبوءة.
