مطران القدس عن اغتيال الأمريكي شارلي كريك: كانت مواقفه استفزازية ومعروف بمعاداته لفلسطين ودفاعه عن إسرائيل
علق المطران عطا لله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس بالقدس، على اغتيال الأمريكي شارلي كريك قائلًا: اغتيل قبل ساعات في الولايات المتحدة الشاب شارلي كريك والمعروف عنه معاداته للعرب وللقضية الفلسطينية ودفاعه المستميت عن إسرائيل وسياساتها القمعية بحق الشعب الفلسطيني.
وأضاف في بيان: وقد زار القدس أكثر من مرة لكي يتضامن مع الاحتلال وكانت مواقفه استفزازية ومرفوضة جملة وتفصيلا، ولكن وبالرغم من معارضتنا لطروحاته ومواقفه الاستفزازية إلا أننا نرفض الاغتيالات السياسية وليسمح لي الشامتين باغتياله بأنني لا أوافقهم الرأي.
وأوضح: صحيح أننا نختلف مع هذا الشخص ولم نتفق معه في أي يوم لا بل استفزنا كثيرا بتصريحاته وكلماته المعادية وكنا نتمنى أن يصحح إعوجاجاته وأخطائه قبل ما حدث معه، ولكن وانطلاقا من قيمنا الإنسانية والأخلاقية لا يمكننا أن نشمت بموت شخص حتى وإن كان عدوا لدودا لنا، فمسألة الاغتيالات السياسية وغيرها من الاغتيالات هي مرفوضة من قبلنا جملة وتفصيلا وبعد هذا الاغتيال قد تزداد وتيرة التحريض على العرب وعلى القضية الفلسطينية العادلة.
مطران القدس عن اغتيال الأمريكي شارلي كريك: كانت مواقفه استفزازية ومعروف بمعاداته لفلسطين ودفاعه عن إسرائيل
وواصل: اغتيال هذا الشاب لا يجوز أن يؤدي إلى الشماتة بل نحن نحزن على شاب مات وبقي في حالة الضلال والانحراف ولم يصوب بوصلته في الطريق الصحيح، أنا على الصعيد الشخصي لا أشمت من موت أحد حتى وإن كان عدوا لدودا فهذا لا ينسجم مع قيمنا الإنسانية والأخلاقية، وما كان ينادي به هذا الشخص تنادي به شريحة في الولايات المتحدة ونتمنى لهؤلاء الهداية وتصويب البوصلة لكي يكتشفوا أنهم في المكان الخطأ ويدافعون عن الموقف الخطأ ومن يدافع عن المحتل والقاتل الذي يمتهن حرية وكرامة شعب هو شريك في الجرائم المرتكبة بحق هذا الشعب.
وأكمل: الكنائس في الولايات المتحدة وفي سائر أرجاء العالم يجب أن تكثف من حراكها ونشاطها لكي توضح المواقف المسيحية الحقيقية والسليمة ولكي لا يبقى الباب مفتوحا لهؤلاء الذين يشوهون قيم الايمان ويفسرون نصوص العهد القديم كما يحلو لهم تفسيرا سياسيا وليس تفسيرا إيمانيا روحيا، نعيش في زمن نحتاج فيه إلى البركة والنعمة الإلهية وإلى الأنوار الآتية إلينا من السماء لكي تبدد ظلمات هذا العالم وما أكثر أولئك الذين يعيشون في الظلمات، ونسأل الله بأن ينير عقولهم وضمائرهم لكي يعودوا إلى إنسانيتهم.
واختتم: أن تكون عدوا لفلسطين ومؤيدا لحرب الإبادة ومدافعا عن سياسات الاحتلال القمعية هذا يعني أنك لست مسيحيا على الإطلاق ولا تفقه شيئا عن المسيحية سوى ما يلقن لك من قبل العنصريين الذين يفسرون العهد القديم بتفسيرات مغلوطة تنسجم وسياسات وممارسات الاحتلال العنصرية، وهنا استذكر قولا مأثورا لقداسة البابا شنودة في إحدى زياراته لأمريكا وعندما سأله أحد الصحفيين عن أرض الميعاد فقد كان جواب قداسة البابا: يجب أن تميز ما بين وعد بلفور ووعد الله، ففلسطين قد تم احتلالها واستعمارها بوعد من بلفور وليس بوعد من الله، والله لا يحلل القتل وامتهان حرية وكرامة أي إنسان.


