إعلام أمريكي: إسرائيل تغامر بعلاقتها مع مصر وتعرض نفسها لخطر كبير
أكد موقع مجلة فورين بوليسي الأمريكية، أن سياسات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو منذ 7 أكتوبر 2023 أدت إلى توتر العلاقات مع مصر على حساب الأمن الإسرائيلي، محذرة من أن هذا الاحتكاك المتزايد يعرض الأمن الإقليمي لإسرائيل للخطر، يقوض مكانتها الاستراتيجية الأوسع في الشرق الأوسط.
كتب المقالة السفير الإسرائيلي الأسبق مايكل هراري والخبير الأمريكي جابريل ميتشل، وفيه يحذران من أن إهدار العلاقات مع مصر سيكون خطأ تاريخيًا، ويطالبان إسرائيل بإعادة تقييم نهجها تجاه مصر قبل أن تلحق ضررًا دائمًا بحالة السلام البارد، لكنه فعال، على حد وصفهما.
ويوضح المقال أن مصر رأت في الغزو الإسرائيلي لغزة منذ البداية تهديدا مباشرا لأمنها القومي، وأن المساعي الإسرائيلية المتكررة العلنية والخفية للضغط على القاهرة لاستقبال فلسطينيين من غزة في سيناء قُوبلت بمقاومة مصرية متواصلة، وأن الرئيس عبد الفتاح السيسي، أوضح أن تهجير الفلسطينيين خط أحمر.
وأشار إلى أن مصر تكبدت ثمنًا باهظًا جراء الحرب، فقد تضررت السياحة، بينما أدت هجمات الحوثيين إلى تحويل مسارات الملاحة العالمية بعيدا عن قناة السويس، وهي مصدر دخل أساسي آخر لمصر، فضلا عن لضغوط في قطاع الطافة.
ممارسات إسرائيل تهدد بانهيار كامل في العلاقات المتوترة بالفعل مع مصر
وذكر المقال أن توجهات نتنياهو، مؤخرا تهدد بانهيار كامل في العلاقات المتوترة بالفعل بين مصر إسرائيل، ما يعرض للخطر أساس البنية الأمنية الإقليمية لإسرائيل، مضيفا أن تقويض اتفاقيات كامب ديفيد يُهدد بإعادة حالة من عدم اليقين الاستراتيجي إلى حدود إسرائيل الجنوبية، وهو عبء لا داعي له يُضاف إلى قائمة المسؤوليات العسكرية الإسرائيلية الواسعة.
ونوه إلى أن مصر لا تزال وسيطًا رئيسيًا في الدبلوماسية العربية، وأن دورها في الوساطة مع حماس والفصائل الفلسطينية لا غنى عنه، محذرا من أن عزل القاهرة يُضعف قدرة إسرائيل على النجاح في مفاوضات الأسرى ووقف إطلاق النار مستقبلًا، وكذلك في الدبلوماسية الإقليمية على نطاق أوسع.
وأوضح أنه علاوة على ذلك، تراقب الدول العربية التي تفكر في التطبيع مع إسرائيل، وأبرزها السعودية، عن كثب كيفية تعامل إسرائيل مع شركائها الإقليميين الحاليين، وإذا تدهورت العلاقات مع مصر أكثر، سيستنتج آخرون أن التزامات إسرائيل غير موثوقة.
وأشار التقرير إلى أن مصر اتخذت من جانبها، خطوات عديدة تجاه إسرائيل منها تجميد تبادل السفراء، ورفضت الموافقة على السفير الإسرائيلي الجديد في القاهرة، وامتنعت عن تعيين سفير لها في إسرائيل. كما انضمت مصر إلى قضية الإبادة الجماعية التي رفعتها جنوب أفريقيا ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية.
ودعا المقال إسرائيل إلى إعادة تقييم موقفها والتوقف عن الضغط على مصر بشأن نقل سكان غزة، وإعادة بناء الثقة والذي يبدأ بالتخلي عن وهم ريفييرا غزة والتعامل بجدية مع خطة اليوم التالي التي اقترحتها مصر بشأن غزة، ومواصلة الجهود لسد الفجوات الأمنية.


