دراسة تحذر من ارتفاع معدلات الإصابة بالقلق السيبراني نتيجة التشخيص الطبي الذاتي عبر الإنترنت
حذر خبراء الصحة، من أن حالة صحية جديدة خطيرة، تتزايد معدلات الإصابة بها، وهي ناجمة عن الإفراط في استخدام الإنترنت، حيث أدت سهولة التشخيص الطبي الذاتي عبر الإنترنت إلى ظهور ما يسمى بالقلق السيبراني، وهو قلق نشأ عبر الإنترنت نتيجة استشارة دكتور جوجل، على حد زعمهم.
وعلى غرار الوسواس المرضي، وهو نوع من القلق يدفع الناس إلى القلق باستمرار بشأن صحتهم حتى عندما لا يكون هناك أي مرض خطير، يقال إن هذه الحالة ناتجة عن هوس بالصحة يتفاقم إلى قلق، وفي عام 2023، أجرى البالغون البريطانيون ما يقرب من 50 مليون عملية بحث متعلقة بالصحة على جوجل.
دراسة تحذر من ارتفاع معدلات الإصابة بالقلق السيبراني
ووفقًا لما نشر في صحيفة ديلي ميل البريطانية، أظهرت نتائج دراسة أن 2 من كل 5 أشخاص يُشخصون أنفسهم بمرض خطير بعد استخدام جوجل للبحث عن أعراضهم، وفي حين أن زيادة الوعي واليقظة يمكن أن يكون لها فوائد كبيرة في الكشف المبكر عن المرض، إلا أن هناك جانبًا سلبيًا، حيث يقدر أن القلق الصحي يكلِف هيئة الخدمات الصحية الوطنية (NHS) أكثر من 420 مليون جنيه إسترليني سنويًا، وإذا تُرِك دون علاج، فقد يُصبح مُنهكًا أو حتى خطيرًا.
ووجد الباحثون القائمون على الدراسة، يشكل القلق السيبراني، أو اضطراب قلق المرض، تحديًا حقيقيًا يتسم بالبحث المُفرط عن المعلومات الصحية عبر الإنترنت، وقد يدفع هذا الناس إلى إقناع أنفسهم بأن صداعهم هو في الواقع ورم دماغي، أو أن عسر الهضم نوبة قلبية وشيكة.
وقال البروفيسور ديفيد فيل، استشاري الطب النفسي في مستشفيين بلندن والمؤلف المشارك لكتاب التغلب على قلق الصحة، في الماضي، كنت تلجأ إلى الموسوعات أو أصدقاء العائلة، أو تذهب لزيارة أطباء مختلفين أو ممارسي الطب البديل، لكن اليوم، أصبح من السهل جدًا الحصول على كل ذلك على الإنترنت في ثوانٍ، والمشكلة بالطبع، هي أنه كلما زادت المعلومات التي نحصل عليها، زاد احتمال قراءتنا لمعلومات غامضة تثير المزيد من الشكوك.
ووجدت دراسة أجرتها جامعة ولاية فلوريدا، أن هذه الممارسة مرتبطة بزيادة الضعف الوظيفي وضعف استخدام الرعاية الصحية، مقارنةً بالقلق الصحي في صورته التقليدية، وقد تُشكل عبئًا كبيرًا على الصحة العامة، وبعض الأشخاص أكثر عُرضة للإصابة بالرهاب الإلكتروني تحديدًا، مثل المصابين باضطراب الوسواس القهري.


