خالد الجندي: آيات التهكم في القرآن تكشف حقيقة مسؤولية الإنسان عن اختياره
قال الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، إن قول الله تعالى: وإن يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوي الوجوه من الآيات التي تحمل معنى السخرية والتهكم من أهل النار، مبينًا أن الإغاثة هنا ليست رحمة بل زيادة في العذاب.
خالد الجندي: آيات التهكم في القرآن تكشف حقيقة مسؤولية الإنسان عن اختياره
وأوضح الجندي، خلال تصريحات تليفزيونية، اليوم الأربعاء، أن كلمة يغاثوا في ظاهرها تبدو رحمة، لكنها في الحقيقة تهكم شديد، لأن الإغاثة تكون بماء شديد الحرارة يشوي الوجوه قبل أن يصل إلى بطونهم، حتى إن بخار هذا الماء يحرق وجوههم قبل شربه، تخيلوا أن هذا مجرد البخار، فكيف إذا شربوه؟.
وأشار إلى أن هذه الآيات تبيّن أن الإنسان الذي اختار طريق الكفر في الدنيا لا يمكنه طلب الرحمة بعد فوات الأوان، فقد كانت أمامه الفرصة للتوبة والرجوع إلى الله، لكنه ضيعها بإرادته.
وأكد أن بعض الناس يحاولون الاستدلال بآية "فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر" لتبرير أهوائهم وادعاء أن القرآن يقر حرية الكفر المطلقة، بينما الحقيقة أن الآية تقرر حرية الاختيار في الدنيا، مع بيان العاقبة والوعيد الشديد لمن يختار الكفر.
وقال الشيخ خالد الجندي، إن بعض الناس يسيئون فهم قول الله تعالى: "وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر"، فيظنون أن الآية تدعو إلى حرية الكفر كما تدعو إلى حرية الإيمان.
وأوضح: أن هذا الفهم ناقص، لأن الآية لم تتوقف عند التخيير بل استكملت بذكر العاقبة: "إنا أعتدنا للظالمين نارًا أحاط بهم سرادقها".
وأضاف الجندي أن الآية الكريمة توضح أن للإنسان حرية اختيار الطريق في الدنيا، لكنه مسؤول عن عواقب اختياره يوم القيامة، فالله لم يأمر بالكفر ولم يشرعه طريقًا، وإنما حذّر من عاقبته وبيّن نتائجه الوخيمة.
وأشار إلى أن الدين لم يأتِ ليجبر الناس على الإيمان، حتى النبي ﷺ لم يُكره أحدًا على الدخول في الإسلام، وإنما دعا بالحكمة والموعظة الحسنة.
وأكد أن "الحق" الذي جاء من عند الله هو الطريق الذي ينبغي على الإنسان اتباعه، أما من اختار الكفر، فقد اختار بنفسه طريق الهلاك وتحمل مسؤوليته كاملة.
وقال: العبد عند الله لا يملك أن يكون شريكًا ولا قريبًا من الله بمعنى الندية، بل هو عبد محض، والعبد لا يملك إلا الطاعة، ومن يختار غير طريق الله فليتحمل نتائج هذا الاختيار.


