انتهت الحكاية| يوسف خلف معيد جامعة سوهاج.. رحلة كفاح توجت بالنجاح
لم تكن رحلة يوسف خلف مجرد مسيرة دراسية تقليدية، بل كانت ملحمة حقيقية بطلها الإرادة والتحدي.
يوسف خلف معيد كلية الآداب بسوهاج
يوسف وُلد في قرية الحرجة قبلي التابعة لمركز البلينا جنوب محافظة سوهاج، بضعف في النظر جعله منذ الصغر يواجه صعوبات مضاعفة، لكن هذا لم يمنعه من التشبث بحلمه، يقرأ بصعوبة لكنه يقرأ بشغف، يحفظ أكثر مما يكتب، ويتحدى كل قيد وضعته له ظروفه الصحية.
وسط قاعات كلية الآداب بجامعة سوهاج، كان يوسف حاضرًا دائمًا، لا يغيب عن محاضرة ولا يتأخر عن بحث، فكان مثالًا للجد والاجتهاد بين زملائه، ومع الوقت لم يكتفِ بالنجاح فقط، بل تخرج أول دفعة بمرتبة الشرف والتقدير امتياز.
لكن الحلم لم يكتمل بسهولة، فبعد صدور قرار تعيينه معيدًا بكلية الآداب، اعترضت طريقه أزمة القومسيون الطبي، التي كادت أن تُطيح بأمله الكبير.
لحظات قاسية عاشها يوسف وأسرته، بين قلق وترقب، وظل سؤال واحد يطارد الجميع: هل سيقف ضعف النظر حاجزًا أمام حلم حياته؟ غير أن الإيمان بالله ثم بقدرات يوسف كان أقوى من أي عائق.
وبعد سلسلة من المراجعات والتمسك بحقه، حصل على تقرير الكشف الطبي لائقا، بعد حصوله أول مرة على غير لائق، وانتهت الأزمة لصالحه، واعتمدت جامعة سوهاج تعيينه رسميًا معيدًا بالكلية، ليبدأ فصلًا جديدًا من مسيرة عطائه.
الدكتور حسان النعماني، رئيس الجامعة، أشاد بتجربة يوسف ووصفه بـ"النموذج المشرف للشباب المصري"، مؤكدًا أن الجامعة تقف دائمًا بجوار أبنائها المتميزين، لا سيما من يتحدون الظروف ليصنعوا لأنفسهم مستقبلًا أفضل.
وهكذا انتهت الحكاية، لكنها في الحقيقة بداية حكاية جديدة لشاب قرر أن يحوّل معاناته إلى طاقة نور، يضيء بها طريق طلابه، ويثبت أن الإرادة قادرة على هزيمة المستحيل.
