400 صاروخ سكود موجهة إلى تل أبيب.. وثائق سرية تكشف مساعدة أشرف مروان في رضوخ إسرائيل بعد حرب أكتوبر
كشف الجزء الثاني من الوثائق التي نشرتها صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية أن أشرف مروان، الذي يعرف بأنه العميل الأفضل لدى الموساد الإسرائيلي، قدّم معلومات كاذبة ومبالغًا فيها عن القدرات العسكرية المصرية خلال اجتماع سري في باريس بتاريخ 19 أكتوبر 1973، أي بعد نحو أسبوعين من اندلاع حرب أكتوبر، في محاولة منه للتأثير على شروط وقف إطلاق النار الوشيك.
وبحسب الوثائق، فإن التحذير الغامض والمتأخر الذي نقله مروان إلى الجانب الإسرائيلي قبل اندلاع الحرب، لم يكن ناتجًا عن تقصير استخباراتي، بل عن استراتيجية محسوبة للحفاظ على مكانته كعميل مؤثر حتى نهاية مهمته، وكان الهدف الأساسي من ذلك دعم خطة الرئيس أنور السادات المتمثلة في إنهاء الحرب بسرعة بشروط سياسية وعسكرية مواتية لمصر.
معلومات وهمية عن 400 صاروخ سكود
خلال اجتماعه في باريس مع مسؤول الموساد زامير، صرّح مروان بأن مصر تمتلك 400 صاروخ سكود موجهة نحو تل أبيب، كما زعم أن السادات يخطط لحرب طويلة الأمد عبر نشر جنود مصريين مختبئين في "كل شجيرة" في دلتا النيل.
إلا أن هذه الادعاءات، كما أكد التحقيق، كانت عارية من الصحة، ففي اجتماع سابق، أبلغ مروان مسؤوليه بأن مصر لا تمتلك سوى عدد محدود جدًا من صواريخ سكود، ما يشير إلى نية متعمدة للتضليل في مرحلة حرجة من الصراع.
التأثير على صناع القرار في إسرائيل
تسببت هذه المعلومات المبالغ فيها، في ظل الصدمة التي خلّفتها مفاجأة الحرب وتطوراتها، في تأجيل تنفيذ عملية عسكرية إسرائيلية كان يخطط لها وزير الدفاع موشيه ديان، قبل أن يتم إلغاؤها لاحقًا، كما ساهمت في دفع القيادة السياسية الإسرائيلية إلى الموافقة على وقف إطلاق نار سريع بعد أيام قليلة، بشروط أكثر قبولًا للطرف المصري.



