إدخال 600 شاحنة مساعدات يوميًا.. الملحق الإنساني لاتفاق غزة يعيد الأمل لمليوني فلسطيني
في خطوة تاريخية تعيد إحياء بصيص من الأمل وسط الدمار المستمر، أعلن الملحق الإنساني للاتفاق بين إسرائيل والأطراف المعنية تسهيلات غير مسبوقة لـ سكان غزة، تشمل عودة الفلسطينيين الذين غادروا القطاع عبر معبر رفح، لأول مرة منذ اندلاع الحرب.
الملحق يركز على الجوانب الإنسانية، ويأتي كرد فعل على الضغوط الدولية لتخفيف المعاناة، حيث يعاني أكثر من مليوني نسمة نقصًا حادًا في الغذاء والدواء والمأوى، ما يبرز أهمية إعادة بناء خريطة الإغاثة وإدخال المساعدات الحيوية بطريقة فعالة ومستدامة.
اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة
ينص الاتفاق على إدخال 600 شاحنة يوميًا تحمل الغذاء والمعدات الطبية ومواد الوقود وغاز الطهي، تحت إدارة منظمات دولية معتمدة، بالإضافة إلى المنظمات غير الحكومية والقطاع الخاص، لضمان توزيع أكثر كفاءة وشفافية، مع تسهيل الحركة بين جنوب القطاع وشماله.
ويتيح الاتفاق استخدام محوري صلاح الدين والرشيد لحركة الشاحنات بحرية، ما يعالج التحديات اللوجستية السابقة التي أدت إلى تراكم المساعدات. هذه الخطوة تقلل من أزمة نقص الموارد وتخلق آلية أكثر مرونة لدعم السكان في مختلف مناطق غزة.
ويعكس الاتفاق توازنًا دقيقًا بين الاعتبارات الأمنية الإسرائيلية والاحتياجات الإنسانية الفلسطينية، مع اعتماد آلية اتفاق المعابر لعام 2005 والخضوع لإشراف الاتحاد الأوروبي، لضمان تفتيش دقيق ومنع أي مخاطر، مع إزالة قيود عدد الخارجين من القطاع.
عودة الفلسطينيين من القاهرة إلى غزة تبدأ بعد وضع آلية تنسيق مشتركة بين إسرائيل ومصر، وهي خطوة تاريخية منذ 7 أكتوبر، تُحدد خلالها المعايير والأعداد لضمان عملية سلسة، ما يجعل الاتفاق محاولة لبناء ثقة طويلة الأمد رغم العقبات المحتملة بسبب التوترات الميدانية. يمكن للملحق تحسين الوضع الإنساني بغزة إذا تم الالتزام بالكميات المحددة للمساعدات، ما يقلل الجوع والأمراض، بينما نجاحه يعتمد على التعاون الدولي والإرادة السياسية، وقد يصبح نموذجًا لاتفاقات أوسع تشمل وقف إطلاق النار وإعادة الإعمار.
ويمثل الملحق خطوة نحو السلام الإنساني، لكنه يحتاج إلى مراقبة مستمرة لضمان تأثيره، وسط واقع يجمع بين الألم والأمل، مؤشرًا إلى أن الحلول الإنسانية تتطلب التوازن بين السياسة والأمن واحتياجات السكان اليومية في غزة.




