غير مدعومة علميًا.. هجوم على وزير الصحة الأمريكي بسبب تصريحاته حول ارتباط الختان بالتوحد
أثار وزير الصحة الأمريكي روبرت إف. كينيدي جونيور جدلا واسعًا بعد تصريحات ربط فيها بين الختان وزيادة خطر الإصابة بالتوحد، وهو ما وصفه خبراء الطب بأنه تكهنات غير متماسكة تسيء فهم العلم.
هجوم على وزير الصحة الأمريكي بسبب تصريحاته حول ارتباط الختان بالتوحد
وحسب ما نشرته صحيفة ديلي ميل البريطانية، أوضح كينيدي خلال اجتماع حكومي أن دراستين أشارتا إلى ارتفاع معدل الإصابة بالتوحد بين الأطفال الذين خضعوا للختان في سن مبكرة، مرجحًا أن السبب قد يكون استخدام عقار تايلينول والأسيتامينوفين لتخفيف الألم بعد العملية.
لكنه عاد لاحقًا ليؤكد عبر منصة إكس أنه لم يربط مباشرة بين الختان والتوحد، بل بين استخدام الأسيتامينوفين بعد الختان والإصابة بالتوحد.
ورغم ذلك، أوضح الخبراء أن هذه الفرضية تفتقر إلى الأدلة، وقال الدكتور جيف سينجر، الزميل في معهد كاتو، إن كينيدي لا يمتلك بيانات تدعم افتراضه بأن جميع الأطفال المختونين تلقوا تايلينول، مُشيرًا إلى أن هذا الدواء لا يُعطى عادةً لحديثي الولادة بعد الختان.
معدلات التوحد
وبيّنت الإحصاءات أن معدلات التوحد تبلغ نحو 1 من كل 31 طفلًا في الولايات المتحدة، مقارنة بـ 1 من كل 88 طفلًا في إسرائيل، رغم أن الختان أكثر شيوعًا في الأخيرة، ما ينفي وجود علاقة سببية بين الختان والإصابة بالتوحد.
وكان كينيدي قد استند إلى مراجعة أدبية نُشرت عام 2025 شملت 64 دراسة تناولت العلاقة بين الأسيتامينوفين والتوحد، تضمنت بحثًا دنماركيًا عام 2015 أشار إلى وجود ارتباط بين الختان والتوحد، لكنه لم يثبت علاقة سببية، كما لم يتناول ما إذا كان الأطفال تلقوا مسكنات بعد العملية.
وقال الدكتور ديفيد شوسترمان، أخصائي المسالك البولية في نيويورك، إن الختان بحد ذاته لا يؤدي إلى الإصابة بالتوحد، مضيفًا أن إثارة مثل هذه الفرضيات دون أدلة كافية تربك الرأي العام أكثر مما تنفعه.
في المقابل، أشار الدكتور جاستن هومان من مركز سيدارز سيناي الطبي إلى أن استخدام الأسيتامينوفين بعد الختان يُمارس أحيانًا لتخفيف الألم، لكنه أكد أن الأمر يتطلب دراسات واسعة النطاق لتحديد مدى ارتباطه بأي آثار جانبية طويلة المدى.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد أثار جدلا مماثلا الشهر الماضي عندما حث النساء الحوامل على تجنّب تناول تايلينول، مشيرًا إلى احتمال وجود علاقة بينه وبين اضطرابات التوحد، رغم أن أغلب الدراسات العلمية الواسعة لم تجد أي دليل قاطع على هذا الارتباط.



