في ذكري رحيل عبد المنعم إسماعيل.. حكاية فنان لم يعرف البطولة لكنه أحبها
تحل اليوم ذكرى رحيل الفنان عبد المنعم إسماعيل، أحد أبرز وجوه السينما المصرية، والذي اشتهر بحضوره المميز رغم محدودية أدواره، حيث تمكن من ترك بصمة واضحة في تاريخ الفن العربي بأدائه الطبيعي والبسيط.
ولد عبد المنعم إسماعيل في 3 نوفمبر عام 1907، وامتدت مسيرته الفنية من نهاية الثلاثينيات حتى أواخر الستينيات، وشارك خلال تلك الفترة في أكثر من 250 عملًا فنيًا، تنوعت بين السينما والمسرح والإذاعة، وتميز بتجسيد الشخصيات الشعبية، مثل البواب أو القهوجي أو السائق أو الشاويش، وتمكن من تقديم هذه الأدوار بصدق جعل حضوره محبوبًا لدى الجمهور.
رغم أنه لم ينل البطولة في أي من أعماله، إلا أن وجوده كان لا يُخطئه المشاهد، وكان عنصرًا مهمًا في دعم أبطال الأعمال التي شارك فيها. ظهر في أفلام شهيرة مثل بين السماء والأرض، الستات ما يعرفوش يكدبوا، قنديل أم هاشم، وبنت الحتة، وكان دائم الظهور في أفلام الأبيض والأسود التي شكلت وجدان المشاهد المصري والعربي.
مرت السنوات وأصبحت نوعية الأدوار التي يجيدها أقل طلبًا مع تغيّر نمط الإنتاج الفني، ما تسبب في تراجع عمله وانقطاع مصدر رزقه، ومع اشتداد الأزمات المادية عليه، قيل إنه أقدم على الانتحار يوم 13 أكتوبر عام 1970، في واحدة من أكثر النهايات المؤلمة في تاريخ الفن المصري، ترك رحيله أثرًا حزينًا في الوسط الفني، خاصةً بين زملائه من الممثلين الكبار الذين عرفوا قيمة الفن الذي قدمه.
آخر أعمال الفنان عبد المنعم إسماعيل
تعُد آخر أعمال الفنان عبد المنعم مشاركته في فيلم قنديل أم هاشم الذي دارت أحداثه حول دكتور عيون من حي السيدة زينب، ولديه عيادة بنفس الحي، اكتشف بعد فترة من مزاولة المهنة أن سبب زيادة فترة المرض عند أهالي الحي هو استخدامهم لزيت قنديل المسجد، عندما حاول توعية أهالي الحي فانقلبوا عليه لاعتقادهم أنه يهاجم معتقداتهم الدينية، فلا يجد أمامه غير المزج بين العلم والمعتقدات.
وضم العمل عددًا من الفنانين أبرزهم الفنان شكري سرحان، سميرة أحمد، عبد الوارث عسر، أمينة رزق، صلاح منصور، ماجدة الخطيب، عزت العلايلي، محمد توفيق، فتحية شاهين، وغيرهم، والعمل من إخراج كمال عطية وتأليف يحيى حقي.
