المستشار طاهر الخولي: قمة شرم الشيخ نموذج لتحول أدوات إدارة الصراع إلى حلول سياسية وتفاوضية
اعتبر المستشار طاهر الخولي، أن قمة شرم الشيخ للسلام تمثل محطة مهمة في التحول التدريجي الذي يشهده الشرق الأوسط من الاعتماد على الوسائل العسكرية في إدارة النزاعات، إلى تفضيل أدوات التسوية السياسية، مشيرًا إلى أن هذا التحول لا يزال في بدايته ويحتاج إلى اختبارات عملية.
طاهر الخولي: قمة شرم الشيخ للسلام تمثل محطة مهمة في التحول التدريجي
وأشار الخولي في بيان له، إلى أن الكلمة التي ألقاها الرئيس عبد الفتاح السيسي قدمت ملامح رؤية مصرية واضحة تدعو إلى تسوية شاملة، ترتكز على مبدأ حل الدولتين، وحق الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة، وهو ما يعكس اتساقًا مع الموقف المصري المعلن منذ سنوات، لكنه هذه المرة يأتي مدعومًا بزخم دولي وإقليمي غير مسبوق.
وأوضح الخولي أن الرسائل الأساسية للقمة انطلقت من منطلقات متعددة، أولها التأكيد على ضرورة إنهاء الحرب الحالية في غزة، وثانيها التحرك نحو مقاربة شاملة تدمج بين المسار السياسي وملف إعادة الإعمار، وثالثها الدفع باتجاه شراكات دولية تُسهم في ضمان استقرار ما بعد الاتفاق، لا سيما مع إعلان نية القاهرة استضافة مؤتمر لإعادة الإعمار.
وأكد الخولي أن الاشتراك الرمزي والفعلي للرئيس الأمريكي دونالد ترامب في رئاسة القمة إلى جانب الرئيس المصري، مؤشر على رغبة في تفعيل أدوات الضغط السياسي لحشد دعم دولي للاتفاق، لكنه في الوقت نفسه يفتح أسئلة بشأن مدى قدرة الأطراف المختلفة على الالتزام بخارطة الطريق، في ظل غياب آليات تنفيذ ملزمة حتى الآن.
ويرى الخولي أن دلالات استضافة مصر لهذه القمة تتجاوز مجرد المكان، موضحًا أن شرم الشيخ باتت تعكس نمطًا متكررًا في السياسة الخارجية المصرية يتمثل في استخدام الدبلوماسية متعددة الأطراف كوسيلة لإعادة التموضع في المشهد الإقليمي، لا سيما بعد سنوات من الانشغال بالملفات الداخلية.
واختتم المستشار طاهر الخولي تحليله بالقول أن قمة شرم الشيخ تمثل خطوة إيجابية من حيث الشكل والمضمون، لكنها تظل مرهونة بمتغيرات معقدة، تتعلق بطبيعة الصراع الفلسطيني–الإسرائيلي، وتوازنات القوى الإقليمية والدولية، ومدى قدرة الأطراف على ترجمة التفاهمات السياسية إلى التزامات عملية مستدامة، معتبرًا أن ما بعد القمة سيكون هو المحك الحقيقي لقياس جدواها.
