الإثنين 08 ديسمبر 2025
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات
محافظات

رغم أنه لم يكن البطل الأول.. لماذا تألّق عمر الحريري وترك هذا الأثر؟

عمر الحريري - أرشيفية
فن
عمر الحريري - أرشيفية
الخميس 16/أكتوبر/2025 - 09:32 ص

في مثل هذا اليوم، 16 أكتوبر، تمرّ ذكرى رحيل الفنان الكبير عمر الحريري، الذي يعد أحد أعمدة التمثيل في مصر والعالم العربي، ورمزا من رموز الهدوء القوي في الأداء، الذي لم يصرخ يومًا ليُسمع، بل ترك لفنه أن يتحدث عنه، جيلًا بعد جيل.

ذكرى وفاة عمر الحريري

ولد عمر محمد صالح الحريري في 12 فبراير عام 1926، لأسرة محبة للفن والعلم، لم يكن الفن اختيارًا طارئًا في حياته، بل نبت فيه منذ الصغر، حتى التحق بالمعهد العالي لفن التمثيل العربي وتخرج فيه عام 1947، في دفعة ضمت أسماء مثل شكري سرحان وفاتن حمامة.

لم يكن عمر الحريري نجم الشباك، لكنه كان نجمًا على طريقته، لم يعتمد على البطولة المطلقة، بل اختار أن يكون اللافت في الخلفية، فكلما وقف في مشهد، سرق الأنظار بأقل الكلمات.

تنقل بين المسرح والتليفزيون والسينما بسهولة لافتة، مقدمًا أكثر من 100 فيلم سينمائي، إلى جانب عدد كبير من الأعمال الدرامية والمسرحيات، كان من أبرز أعماله المسرحية شاهد ماشفش حاجة أمام عادل إمام، حيث قدّم شخصية المحامي في أداء صارم وصامت، لا يُنسى.

في السينما، شارك في أفلام أصبحت علامات في تاريخ الشاشة الفضية، مثل: الوسادة الخالية - نهر الحب - الناصر صلاح الدين - سكر هانم، وغيرها، لم يكن مجرد وجه وسيم، بل ممثل صاحب وعي واختيار، يزن أدواره بميزان الذهب.

أعمال عمر الحريري

المسرح كان عشقه الأول، لم يغادره حتى في سنواته الأخيرة، وكان آخر ظهور له على الخشبة من خلال عروض مسرح الطفل، وهو في سن تجاوز الثمانين، دون أن يفقد الحماسة أو الالتزام.

لم يكن المسرح بالنسبة له مجرد تمثيل، بل رسالة ثقافية وتربوية كما كان يردد، وكان يؤمن بأن على الفنان أن يكون قدوة، لا فقط مؤديًا.

في الدراما التليفزيونية، كان الحريري صاحب بصمة مختلفة، أداؤه في مسلسلات مثل ساكن قصادي، وشيخ العرب همام وعمر بن عبد العزيز، كشف عن طاقته التمثيلية الرصينة، وخبرته التي تسمح له أن يلون كل شخصية دون أن يكرر نفسه.

بعيدًا عن الأضواء، كان عمر الحريري أبًا لثلاث بنات، بينهن الإعلامية ميريت الحريري، التي كثيرًا ما تتحدث عن علاقتها الاستثنائية به، واصفةً إياه بـ الأب الحنون الصارم، الذي علمهن أن الصدق لا يحتاج إلى مكبر صوت.

في أكتوبر من عام 2011، وبعد صراع قصير مع المرض، رحل عمر الحريري عن عمر ناهز 85 عامًا، لم تكن جنازته صاخبة، ولم تُشيّعها الكاميرات كما يجب، لكن محبّيه ظلوا يرددون أنه لم يكن بحاجة إلى وداع درامي، فقد ودعهم مرارًا على الشاشة، بابتسامته، وصوته الهادئ، وأدائه المخلص.

تابع مواقعنا