هل تعاني من زكام لا ينتهي؟.. السبب قد يكون في منزلك
خلال الشعور ببرودة الطقس، يشكو كثيرون من نزلات برد لا تنتهي وسيلان أنف مزمن، لكن الخبراء يؤكدون أن ما يظنه البعض بردًا موسميًا قد يكون في الحقيقة حمى القش الشتوية، وهي نوع من الحساسية المنزلية التي تزداد حدة مع برودة الطقس والبقاء لفترات طويلة في الأماكن المغلقة.
وحسب ما نشرته صحيفة ديلي ميل البريطانية، كشف الأطباء إن هذه الحالة، المعروفة أيضًا باسم التهاب الأنف التحسسي، تنتج عن التعرض لمسببات حساسية داخلية مثل عث الغبار ووبر الحيوانات الأليفة والعفن، وليس عن الفيروسات كما في نزلات البرد العادية.
وحذر الدكتور أدريان موريس، أخصائي الحساسية البريطاني، من أن حمى القش الشتوية قد تكون تسمية مضللة، لأن الحساسية لا تنتج عن حبوب اللقاح كما في الربيع، بل عن ملوثات خفية داخل المنزل.
أعراض متشابهة..لكن الأسباب مختلفة
تتشابه أعراض الحساسية الشتوية مع نزلات البرد، مثل سيلان الأنف، واحتقان الجيوب الأنفية، والعطس، وحكة العينين، إلا أنها تستمر لفترة أطول، وأوضحت الصيدلانية نيام ماكميلان أن نزلات البرد عادة ما تختفي خلال أسبوع، بينما تستمر الحساسية لأسابيع أو حتى أشهر، مضيفةً أن المخاط الشفاف والمائي علامة على الحساسية، بينما يشير المخاط الأصفر السميك إلى الإصابة بنزلة برد.
السبب الرئيسي.. الغبار المنزلي
يُعد عث الغبار من أبرز مسببات الحساسية في الشتاء، وهو كائن مجهري يعيش في الفراش والوسائد والسجاد، ويتغذى على خلايا الجلد الميتة، وأكد الدكتور موريس أن المشكلة لا تكمن في العث ذاته، بل في فضلاته التي تسبب التهيج التحسسي حتى بعد موته.
ومع إغلاق النوافذ وقلة التهوية في الشتاء، تتزايد نسبة الرطوبة في المنازل، ما يجعل البيئة مثالية لتكاثر العث والعفن.
نصائح الخبراء للتخلص من مسببات الحساسية:
• غسل الفراش أسبوعيًا بالماء الساخن لقتل العث وفضلاته.
• استبدال الوسائد والألحفة المصنوعة من الريش بأخرى صناعية أقل جذبًا للعث.
• تنظيف السجاد والأثاث بانتظام باستخدام مكنسة مزودة بفلتر HEPA لمنع إعادة توزيع الغبار.
• استخدام أجهزة تنقية الهواء وخفض الرطوبة داخل الغرف.
• تهوية المنزل يوميًا حتى في الأيام الباردة لتجديد الهواء وتقليل نمو العفن.
• تجنّب تجفيف الملابس داخل المنزل لأن الرطوبة الناتجة تعزز نمو العفن.
وحذر الخبراء من أن العفن المنزلي في الحمامات والمطابخ يعد من أكثر مسببات الحساسية شيوعًا في الشتاء، إلى جانب العفن الخارجي الذي ينمو على أوراق الأشجار المتساقطة أو حتى على أشجار عيد الميلاد الحقيقية.
كما أن الحيوانات الأليفة قد تزيد من تهيج الحساسية خلال الأشهر الباردة بسبب البقاء معها في أماكن مغلقة، ويُنصح بإبعادها عن غرف النوم وغسلها أسبوعيًا، مع استخدام منتجات تقلل تساقط الشعر.
العلاج والوقاية
في حال استمرار الأعراض، يمكن اللجوء إلى مضادات الهيستامين لتخفيف التهيج والعطس، بينما تُعتبر بخاخات الأنف الستيرويدية منخفضة الجرعة خيارًا أكثر فعالية في السيطرة على الالتهابات، بحسب الدكتور موريس.
وأكد الأطباء أن الوقاية تبدأ من داخل المنزل، عبر الحفاظ على النظافة، والتهوية، وتقليل الرطوبة، مما يحد من مسببات الحساسية ويعيد التنفس المريح خلال الشتاء.
