الملك لم يغادر مقبرته.. مومياء توت عنخ آمون باقية في وادي الملوك رغم افتتاح المتحف المصري الكبير
تظل مومياء الملك الذهبي توت عنخ آمون في مكانها الأصلي بوادي الملوك بالأقصر، حيث ترقد منذ أكثر من ثلاثة آلاف عام داخل مقبرته الشهيرة (KV62)، التي ما زالت تبهر العالم حتى اليوم، وذلك رغم الافتتاح التاريخي للمتحف المصري الكبير غدًا السبت 1 نوفمبر، والذي سيكون بطله الأبرز الملك الشاب في عرض متحفي غير مسبوق.
ومنذ لحظة اكتشاف المقبرة التي وُصفت بأنها أعظم كشف أثري في القرن العشرين، لم تتوقف الدراسات والأبحاث حول مومياء توت عنخ آمون، وقد كشفت تقنيات الأشعة المقطعية والتحاليل الجينية كثيرًا من أسرارها، من بينها أسباب وفاة الملك المبكرة في سن التاسعة عشرة، وأصول نسبه، وبعض الملامح الدقيقة لوجهه وبنيته الجسدية.
الملك الذي لم يغادر مقبرته.. مومياء توت عنخ آمون تظل في وادي الملوك رغم افتتاح المتحف المصري الكبير
وفي الوقت الذي نُقلت فيه مقتنيات الملك بالكامل إلى المتحف المصري الكبير، من القناع الذهبي والعربة الحربية إلى الصناديق المرصعة والأثاث الجنائزي تبقى المومياء في مقبرتها بوادي الملوك، شاهدةً على رحلة ملك شاب خرج من عباءة الغموض إلى أسطورة خالدة تجاوزت حدود الزمن.
ويرى علماء الآثار أن هذا الفصل بين الجسد والكنوز يحمل دلالات رمزية عميقة؛ فالمتحف المصري الكبير يجسد الحاضر العلمي والتقني الذي يعيد رواية التاريخ بأحدث الوسائل البصرية والتفاعلية، بينما تظل مومياء توت عنخ آمون في وادي الملوك تمثل قدسية الماضي وسكونه، حيث يلتقي الصمت الأبدي بعظمة الخلود المصري القديم.
وبين أروقة المتحف الجديد وصمت المقبرة القديمة، يظل توت عنخ آمون الملك الذي لم يغادر عرشه، ولا يبرح مكانه، ليبقى رمزًا خالدًا لعظمة مصر، ولغزًا يفتن العالم حتى اليوم.
قرار عدم نقل مومياء الملك توت عنخ آمون من وادي الملوك إلى المتحف المصري الكبير
سبق وأصدر شريف فتحي وزير السياحة والآثار خلال الأشهر الماضية قرارًا بتشكيل لجنة برئاسة الدكتور زاهي حواس عالم الآثار المصرية، تختص بالنظر في جدوى نقل مومياء الملك توت عنخ آمون من مقبرته بالأقصر إلى المتحف المصري الكبير وتأثير ذلك من الناحية الفنية والاقتصادية والاجتماعية، وذلك وفقًا لمصدر لـ القاهرة 24.
وقال المصدر لـ القاهرة 24، إنه بعد اجتماع اللجنة لمناقشة كافة التفاصيل المالية والثقافية المتعلقة بمومياء توت عنخ آمون من الأقصر إلى المتحف المصري الكبير، أوصت بعدم نقلها وذلك لعدة أسباب وأهمها كالآتي:
- مومياء الملك توت عنخ آمون تعتبر جزء من المقبرة من وقت اكتشافها عام 1922 على يد عالم الآثار البريطاني هوارد كارتر، ووجود المومياء في مكانها يمثل عاملًا ثقافيًا للزائرين والسائحين.
- وجود المومياء داخل المقبرة له أهمية مالية هامة، وأنه بسبب وجود المومياء بالمقبرة حقق المجلس الأعلى للآثار خلال العام المالي 2023 - 2024 حوالي 100 مليون جنيه، وفي حالة نقل المومياء إلى المتحف المصري الكبير سيفقد دخل هذه الإيرادات سنويًا، والمومياء لا تضيف للمتحف المصري الكبير أي قيمة من الناحية المالية.
