الجمعة 05 ديسمبر 2025
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات
محافظات

من ميدان رمسيس إلى المتحف الكبير.. باحث أثري يوثق حكاية العمر مع الملك رمسيس الثاني قبل الافتتاح التاريخي | صور

الباحث الأثري مع
أخبار
الباحث الأثري مع تمثال الملك رمسيس الثاني 
الجمعة 31/أكتوبر/2025 - 01:56 م

قبل 19 عامًا، وفي صباح من صباحات القاهرة الصاخبة عام 2006، كانت أنظار المصريين والعالم تتجه إلى ميدان رمسيس، حيث يستعد تمثال الملك العظيم رمسيس الثاني لرحلته التاريخية من قلب العاصمة إلى موقعه الجديد أمام المتحف المصري الكبير في الجيزة.

كان ذلك الحدث، الذي تابعه الملايين في بث مباشر استمر ساعات طويلة، بمثابة موكب حضاري حديث يستعيد روح مصر القديمة، حين كانت التماثيل والملوك تسير في طقوس مهيبة على أنغام المجد والخلود.

في ذلك اليوم، كان طفل صغير يُدعى تامر المنشاوي يقف بين الحشود، يتأمل بدهشة المشهد الأسطوري، بينما التقطت له أسرته صورة بجوار التمثال قبل لحظات من بدء رحلته الكبرى.

 لم يكن يعلم أن تلك الصورة ستتحول لاحقًا إلى نقطة بداية لحكاية شغف وولاء للتراث المصري، ستقوده بعد سنوات طويلة ليصبح أحد المهتمين والباحثين في مجال الآثار المصرية.

البداية من الميدان.. وولادة الحلم

يتذكر تامر المنشاوي تلك اللحظة كما لو كانت بالأمس، يقول: كنت صغيرًا، لكني شعرت أننا نعيش حدثا عظيما. 

كان تمثال رمسيس واقفا كأنه بيودّع القاهرة وبيقول رايح لمكان يليق بعظمته. اليوم ده غيّر في حاجات كتير، ومن وقتها بدأت أحلم أبقى جزء من عالم الآثار.

الباحث الأثري مع تمثال الملك رمسيس الثاني 
الباحث الأثري مع تمثال الملك رمسيس الثاني 
الباحث الأثري مع تمثال الملك رمسيس الثاني 
الباحث الأثري مع تمثال الملك رمسيس الثاني 

مرت السنوات وكبر الحلم مع صاحبه

تابع المنشاوي في تصريحات خاصة لـ القاهرة 24، تابعت بشغف كل ما يتصل بالمتحف المصري الكبير، منذ وضع حجر الأساس وحتى تطور المشروع إلى أن أصبح اليوم أضخم متحف أثري في العالم. 

كان يحضر فعاليات نقل القطع الأثرية الكبرى، ومنها نقل مركب الملك خوفو من الأهرامات إلى المتحف عام 2021، ويوثقها بالصور والكتابات، مؤمنًا بأن ما يحدث هو فصل جديد في تاريخ مصر الحديثة لا يقل أهمية عن أي عهد من عصور الفراعنة.

لقاء جديد بعد 19 عامًا

وفي 25 يناير 2018، حين تم نقل تمثال الملك رمسيس الثاني إلى داخل البهو العظيم بالمتحف المصري الكبير، كان تامر المنشاوي حاضرًا من جديد، لكن هذه المرة ليس كطفل بين الجماهير، بل كباحث يسجل ويراقب المشهد بعين الخبير، متأملًا كيف تعود القطعة التي كانت جزءًا من ذكريات طفولته إلى مكانها الجديد بين عظمة الأهرامات وهضبة الجيزة.

يقول المنشاوي: لما شفت التمثال بيتنقل للبهو العظيم، حسيت إن الدائرة اكتملت، رجعت أتذكر صورتي القديمة وأنا طفل وقلت في نفسي: اللي بدأته وأنا صغير، بشوفه النهارده بيتحقق قدامي".

واليوم، مع اقتراب الافتتاح التاريخي للمتحف المصري الكبير غدًا السبت 1 نوفمبر، يعود المنشاوي مرة أخرى إلى رمسيس، ليقف أمامه بعد 19 عامًا من الصورة الأولى، لكن في مشهد أكثر هيبة وإشراقًا التمثال الذي كان يزين قلب القاهرة، أصبح الآن واجهة لأكبر مشروع ثقافي وحضاري في القرن الحادي والعشرين.
 

ويضيف: المتحف المصري الكبير مش مجرد مبنى، دا مشروع وطني بيجمع بين عبقرية الأجداد وإبداع الأحفاد، وأنا فخور إني عشت كل مراحل الحلم ده من أول لحظة لحد الافتتاح”.

بين صورتين.. ومسافة من الفخر

يحمل تامر المنشاوي الآن صورتين عزيزتين عليه: الأولى، وهو طفل صغير يقف بجوار تمثال رمسيس في ميدان القاهرة عام 2006، والثانية، وهو باحث يقف أمام التمثال نفسه عام 2025 داخل المتحف المصري الكبير، وبين الصورتين تسكن حكاية وطن شق طريقه عبر الزمن، من الميادين الصاخبة إلى المتاحف العالمية، ومن الماضي المجيد إلى المستقبل المشرق.

الباحث الأثري مع تمثال الملك رمسيس الثاني 
الباحث الأثري في صغره مع تمثال الملك رمسيس الثاني 
الباحث الأثري مع تمثال الملك رمسيس الثاني 
الباحث الأثري مع تمثال الملك رمسيس الثاني 
تابع مواقعنا