علماء يسعون لإثبات الصلة بين تعدين الذهب في الأمازون وإعاقات الأطفال
يحاول باحثون برازيليون إثبات وجود علاقة مباشرة بين التلوث بالزئبق الناتج عن التعدين غير القانوني للذهب في الأمازون وازدياد حالات الإعاقات العصبية بين الأطفال في مجتمعات السكان الأصليين، خاصة قبائل موندوروكو، وذلك وفقًا لرويترز.
علماء يسعون لإثبات الصلة بين تعدين الذهب في الأمازون وإعاقات الأطفال
تشير نتائج أولية صادرة عن معهد الصحة العامة البرازيلي فيوكروز إلى أن عشرات الأطفال يعانون اضطرابات عصبية لا تفسرها الفحوص الجينية، ويُعتقد أن سببها الزئبق المتسرب من مناجم الذهب المنتشرة حول قراهم. وتقول بعض الأمهات إن أطفالهن ولدوا بضعف في الحركة وتشنجات مستمرة، بينما أكدت زعيمة محلية أن حليب الأم لم يعد آمنًا.
يستخدم عمّال المناجم الزئبق لفصل الذهب عن الرواسب، ما يؤدي إلى تلويث الأنهار والأسماك التي يعتمد عليها السكان في غذائهم اليومي. وقد أظهرت الدراسات أن مستويات الزئبق لدى النساء الحوامل في المنطقة تفوق المعدل الآمن بخمس مرات، بينما تصل النسبة في أطفالهن إلى ثلاثة أضعاف الحد المسموح به.
يقول الباحث باولو باستا، الذي يقود الدراسة، إن الزئبق المترسب في البيئة سيظل خطرًا قائمًا لعقود حتى بعد وقف التعدين، مضيفًا أن الأضرار التي لحقت بالأرض والناس لا يمكن محوها سريعًا.
من جانبها، أعلنت وزارة الصحة البرازيلية تعزيز المراقبة الصحية وتدريب العاملين لرصد التسمم بالزئبق، إلى جانب توفير مياه نظيفة للمجتمعات المتضررة، لكن ضعف الخدمات الطبية في المناطق النائية يجعل اكتشاف الحالات ومعالجتها أمرًا بالغ الصعوبة.
ويعيش السكان الأصليون اليوم بين خيارين أحلاهما مرّ: مواصلة تناول الأسماك الملوثة أو مواجهة الجوع. ويقول الزعيم زيلدومار موندوروكو إنهم إذا توقفوا عن أكل السمك كما يوصي الأطباء فسيواجهون خطر الجوع.
ويأمل العلماء أن تثبت الدراسة الجارية العلاقة السببية بين التلوث بالزئبق والإعاقات العصبية، لتصبح هذه المأساة البيئية والإنسانية من أبرز القضايا التي يناقشها مؤتمر المناخ المقبل في الأمازون.
