فخر وحنين تجاوز المسافات.. كيف تابع المصريون بالخارج احتفالية المتحف المصري الكبير؟
رغم بعد المسافات والحدود الفاصلة، لم يغب المصريون بالخارج عن المشهد، فعبر شاشات التلفاز والهواتف المحمولة، جلسوا بنهم شديد، كأنهم في قلب الحدث، تشدهم أوتار العازفين، يتفاعلون وينتفضون مع ضربات الدرامز، وترتعش قلوبهم مع الحديث عن بلادهم، يتابعون تفاصيل افتتاح المتحف المصري الكبير والاحتفالية التي أبهرت العالم.
وفي البلدان المختلفة، مشى المصريون أعناقهم تكاد تلامس السماء، عيونهم تتلألأ فخرًا ولسان حالهم يقول: هذه مصرنا وهذا تاريخنا وهذه حضارتنا التي نفتخر بها، كما هو حال السيد عوض، المصري المقيم في الإمارات.
ووجد "السيد" نفسه مع أسرته مأخوذين بكل لقطة من الاحتفالية، حتى نسوا الخروج تمامًا، كما يقول "كنا خارجين، وفجأة الاحتفالية اشتغلت، ومع كل مشهد كنا نستمتع ونشعر بالفخر، والحنين لبلادنا زاد بشكل غريب.
ومن مشهد لمشهد، ومقطوعة للأخرى، كان الانتباه والتركيز يزيد حتى أنهم لم يشعرون بأنفسهم، كما يضيف السيد: لما انتهت الاحتفالية، اكتشفنا أن الوقت مر بسرعة والساعة عدت 11 مساء.
عبر الشاشات.. المصريون بالخارج يعيشون فخر التاريخ والحضارة
ورغم ضياع الخروجة، إلا أن سعادة السيد وأسرته كانت عارمة، خاصة وأن الأمر لم يتوقف معه عند الحفل، بل امتد معه لليوم، وشعر بالسعادة مضاعفة عندما باركه زملاؤه الأجانب على هذا الحدث الكبير، "وفجأت لما روحت الشغل تاني يوم المقربين مني في الشركة، بيباركوا ليا على افتتاح المتحف، والحفل المبهر".
لم يتمكن محمد الشامي، المصري المقيم في الكويت، من متابعة تابع الحفل على التلفاز لالتزامه بالعمل، إلا أنه لم يفوت على نفسه فرصة الفخر ببلاده، وعبر هاتفه كان يتابع الاحتفالية لحظة بلحظة، يبتسم مع كل لقطة بفخر، وتخفف عن قلبه تعب اليوم، كما يسرد.
لم يهتم "الشامي" بالجدل على مواقع التواصل الاجتماعي، كما أنه لم يلتف إلى أخطاء إجراجية، كما يكمل، "كل اللي كنت شايفه وشاددني الحفل، ومكتش فيه غلطات، بالعكس كنا مبسوطين، وده كان واضح على الكل مش إحنا بس، كل اللي كانوا متابعين الحدث قالوا كده".
أما عمرو فؤاد، المصري بالسعودية، والذي تصادف أن تكون إجازته يوم الاحتفال، فقد جلس مبكرًا أمام شاشته، يتفاعل مع كل مشهد، حيث يقول: "الحفل عبّر عن هويتنا المصرية بكل تفاصيلها، من الترنيمة والنشيد الديني، إلى عرض الحضارة المصرية الممتدة عبر الأزمان، شعرت بأن كل مصر موجودة معنا، وأن انتمائنا لوطننا حاضر في كل لحظة.
وهكذا، من الإمارات إلى السعودية، ومن كل زاوية في العالم، عاش المصريون لحظة فخر وحنين وانتماء لوطنهم، لحظة لم يكن مجرد افتتاح متحف، بل احتفال بالهوية والتاريخ، وتجربة وطنية اجتمعت فيها القلوب رغم البعد والمسافات.


