كندا تفقد وضع القضاء على الحصبة بعد نحو 30 عامًا من إعلانها خالية من المرض
أعلنت منظمة الصحة للبلدان الأمريكية، أن كندا فقدت رسميًا وضعها كدولة خالية من الحصبة بعد قرابة ثلاثة عقود من القضاء على المرض، وذلك نتيجة استمرار تفشي العدوى لأكثر من عام، ويترتب على هذا القرار فقدان منطقة الأمريكيتين بأكملها صفة القضاء على الحصبة، بعد أن كانت أول منطقة في العالم تحقق ذلك الإنجاز عام 2016، وذلك وفقًا لرويترز.
كندا تفقد وضع القضاء على الحصبة بعد نحو 30 عاما من إعلانها خالية من المرض
وسجّلت كندا أكثر من خمسة آلاف إصابة في تسع مقاطعات وإقليم واحد، ما دفع منظمة الصحة إلى سحبها من قائمة الدول الخالية من المرض.
وقال مدير المنظمة الدكتور جارباس باربوسا إن هذه انتكاسة مؤقتة لكنها قابلة للعكس، مؤكدًا أن كندا قادرة على استعادة وضعها إذا تمكنت من وقف انتقال العدوى لمدة 12 شهرًا متتالية دون تسجيل حالات مرتبطة ببعضها.
ويرى الخبراء أن فقدان كندا لهذا الوضع بمثابة جرس إنذار يكشف تراجع الثقة في اللقاحات منذ جائحة كوفيد-19، مؤكدين أن الحصبة مرض يمكن الوقاية منه بسهولة إذا تجاوزت تغطية التطعيم 95%، وهي النسبة المطلوبة لتحقيق مناعة القطيع.
وقال الطبيب إسحاق بوجوتش، أخصائي الأمراض المعدية في مستشفى تورنتو العام، إن الأزمة تعكس ثغرات في التوعية الصحية وحواجز تمنع بعض الفئات من الوصول إلى اللقاح، داعيًا إلى تكثيف حملات التوعية وتحسين خدمات التطعيم.
من جانبها، أوضحت وكالة الصحة العامة الكندية أن تفشي المرض تركز داخل مجتمعات ذات معدلات تطعيم منخفضة، مشيرة إلى أنها تعمل على رفع نسب التغطية وتعزيز أنظمة المراقبة والتبليغ.
ويحذر الباحث أميش أدالجا من مركز جونز هوبكنز للأمن الصحي من أن فقدان حالة الإقصاء يُعد خطوة إلى الوراء نحو عصور كان فيها انتشار الأمراض المعدية أمرًا مألوفًا، داعيًا إلى تحرك عاجل لمنع تحول الحصبة إلى مرض متوطن من جديد.
يُذكر أن تفشي المرض في كندا تزامن مع ارتفاع مماثل في الإصابات في الولايات المتحدة والمكسيك وعدة دول أوروبية، في ظل تراجع عام لمعدلات التطعيم ضد الحصبة حول العالم.
