الجمعة 05 ديسمبر 2025
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات
محافظات

مدير صندوق مكافحة الإدمان: استقبلنا 130 ألف مريض في 10 أشهر.. ولأول مرة نتيح الحجز الإلزامي بشروط| حوار

مدير صندوق مكافحة
أخبار
مدير صندوق مكافحة الإدمان خلال الحوار
الأربعاء 12/نوفمبر/2025 - 02:10 م

كشف الدكتور عمرو عثمان، مدير صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي، أن الصندوق قدم الخدمات العلاجية مجانًا لأكثر من 114 ألف مريض إدمان منذ بداية العام الجاري، من خلال مراكز العزيمة التابعة له أو الشريكة معه، مؤكدًا أن مصر من الدول القليلة عالميًا التي تقدم علاج الإدمان بالمجان رغم التحديات الاقتصادية.

وأضاف عثمان في حواره مع القاهرة 24، أن المخدرات التخليقية أصبحت تمثل الخطر الأكبر على الشباب، كاشفًا عن خطة الصندوق للتوسع في المراكز العلاجية لتصل إلى كل محافظات الجمهورية بحلول عام 2028، فضلًا عن تطبيق تجربة الحجز الإلزامي لمريض الإدمان لأول مرة في مصر، ويأتي ذلك في إطار الاستراتيجية الوطنية لمكافحة المخدرات التي تنفذها الدولة تحت رعاية رئيس الجمهورية، بهدف حماية الأمن المجتمعي، ودعم المتعافين، وتحصين الأجيال الجديدة من الوقوع في براثن التعاطي.

وأكد أن نسب التعاطي بين العاملين بالجهاز الإداري للدولة انخفضت من 8% إلى 1% خلال 3 سنوات، بفضل تكثيف حملات الكشف والعلاج، مشيرًا إلى استمرار الجهود التوعوية داخل المدارس والجامعات ومراكز الشباب لمواجهة خطر الإدمان قبل بدايته، وإلى نص الحوار….

  • بداية ما الملفات التي يضعها الصندوق على رأس أولوياته؟

نعمل قدمًا على تنفيذ الاستراتيجية الوطنية لمكافحة المخدرات تحت رعاية رئيس الجمهورية، وهذه أول استراتيجية  تتعلق بمواجهة مشكلة المخدرات في مصر تحظى برعاية سياسية هذا يعكس مدى اهتمام القيادة السياسية.

وشهد العالم تغيرات كبيرة وأصبحت مشكلة المخدرات تشكل عبئًا على كل دول العالم، خاصة المخدرات التخليقية التي أصبحت خطرًا على مستوى العالم كله، وهي من أخطر ما يهدد الشباب بكل دول العالم.

  • كم مريض إدمان تردد على صندوق مكافحة الإدمان منذ بداية العام الجاري؟

تم توفير الخدمات العلاجية لأكثر من نحو 130 ألف مريض إدمان «جديد ومتابعة» مجانا ووفقا للمعايير الدولية على مدار 9 أشهر من خلال مراكز العزيمة التابعة للصندوق أو الشريكة مع الخط الساخن 16023، وهو عدد كبير جدًا وضخم يزيد من أعبائنا ولكن نفتخر بثقة مرضى الإدمان في الصندوق.

كما تعد مصر من التجارب القليلة على مستوى العالم التي تقدم الخدمة مجانًا على الرغم من كل الضغوط الاقتصادية التي تمر بها البلاد لكنها حريصة على توفير تلك الخدمة.

  • وما أكثر المحافظات بها نسبة تعاطي للمخدرات؟

وفقًا للمكالمات الواردة للخط الساخن للصندوق فإن محافظة القاهرة جاءت في المرتبة الأولى، حيث بلغت نسبتها 27% تليها محافظة الجيزة بنسبة 19%، ويرجع ذلك إلى الكثافة السكانية للمحافظتين ووجود العديد من المراكز العلاجية التابعة والشريكة مع الصندوق بهما، وفيما يتعلق بمصدر معرفة الخط الساخن لعلاج الإدمان «16023» جاء الإنترنت في الصدارة ثم التليفزيون ثم المواقع الإخبارية كأحد أهم مصادر المعرفة بخدمات الخط الساخن.

  • ما أكثر المخدرات تعاطيًا بين المترددين على الصندوق؟ وما أكثر المواد خطورة ؟

الأن المخدرات التخليقية هي الأعلى تعاطيًا بين مترددي الصندوق، ولكن يظل الحشيش مخدر خطر جدًا، ولدينا نحو 50 % من مرضى الإدمان يتعاطون الحشيش، مما يوضح مدى ادمانه، عدد كبير من مرضى الإدمان لا يكتفي بمادة واحدة ولكن يتعاطى أكثر من مادة في الوقت نفسه.

  • لماذا تعتبر المخدرات التخليقية هي الأخطر من بين المخدارات؟

المخدرات التخليقية تصنع محليًا في كل دول العالم، لذا فهي تنتشر بشكل كبير، والأخطر من ذلك أن هناك تغير بسبب تلك المخدرات؛ لأن الأن أصبحنا لا نرى التعاطي كسلسلة، بداية من التجربة ثم التعاطي ثم الإدمان، وذلك الأمر في غاية الخطورة.

ونحن أمام تغيرات غير مسبوقة من حيث شدة الإدمان والوصول من التجربة إلى التعاطي وكذلك شدة المخدر وتأثيراته، وإحدى الدول الكبرى توفي فيها 172 ألف متعاطي في سنة واحدة -العام الماضي- جراء الجرعات الزائدة بسبب المخدرات، وفي العالم كله أصبحت المخدرات مصدر تمويل للجرائم بنحو 50%، وتعد أكبر تجارة غير مشروعة على مستوى العالم.

والمشكلة الأساسية في تغير نمط المخدر، ووجود المخدرات التخليقية أصبح مرتبط بشكل كبير بالاضطرابات النفسية فنجد اضطرابات متعددة بسببها، وكذلك شدة الإدمان الذي تحدثه؛ التخليقية لا يوجد فيها تجربة إدمان فورًا، وهي أيضًا مرتبطة بالأمن المجتمعي؛ لأنها تتسبب في حدوث هلاوس سمعية وبصرية بجانب الأمراض النفسية، وترتبط بالسلوك العدواني.

  • في ضوء الانتشار السريع للمواد التخليقية.. ما خطة الصندوق لمواجهتها؟

نعمل في إطار الاستراتيجية القومية الوطنية لمكافحة المخدرات، بعدد من المحاور المختلفة، بداية من المدرسة، والتي تعد بمثابة خط دفاع لنا ونحن نستهدف تقريبًا نحو 10 آلاف مدرسة سنويًا، بالإضافة إلى مراكز الشباب، ولدينا سنويا ما يقرب من 1500 مركز شباب مستهدف خلال الفترة المقبلة.

كما أطلقنا أندية الوقاية داخل مراكز الشباب الكبرى، وهي منارة مهمة جدًا للتوعية، وأيضًا الجامعات ننتشر فيها من خلال بيوت التطوع، ونقوم حاليًا بالتحضير لـ خاصية الرؤية الافتراضية «تريد تجربة تعاطي الحشيش، إذًا ارتدي النظارة الافتراضية وعيش التجربة وشوف نفسك إذا تعاطيت الحشيش كيف ستكون حالتك؟».. وتلك الخطوة ستقتل الفضول بشكل كبير، حب التجربة يكون كبير عند الشباب، تعالى اتفرج وأنت لا تستطيع أن تقدر المسافات ولديك بطء في القرار بشكل كبير ولديك أيضًا فصام وغيرها من الأعراض.

  • الصندوق أتاح الحجز الإلزامي لمريض الإدمان لأول مرة.. حدثنا عن تلك التجربة؟

قررنا ألا نقف مكتوفي الأيدي أمام مرضى الإدمان، والعلاج الطوعي يظل هو المعيار الأساسي على مستوى العالم، إلا أن هناك حالات بعينها تستدعي التدخل الإلزامي، وهذه الخطوة تتم وفق معايير محددة وضعت بالتنسيق مع المجلس القومي للصحة النفسية، وبالالتزام الكامل بالإجراءات القانونية، حيث لا يمكن حجز أي مريض بشكل قسري إلا بإذن قضائي.

ونتيح الحجز الإلزامي بالتعاون مع وزارة الصحة والسكان، من خلال مراكز متخصصة لاستقبال هذه الحالات، حيث سيجري أولًا تقييم شامل للمريض، وفي حال تبين أنه يُشكل خطرًا على نفسه أو على من حوله، سيتدخل الصندوق بحجزه إلزاميًا وفقا للضوابط

  • وما هي شروط الحجز الإلزامي لمريض الإدمان ؟

يُشترط في الحجز الإلزامي لمريض الإدمان ضرورة أن يتوجه أحد أقاربه من الدرجة الأولى إلى مركز إمبابة لعلاج الإدمان، دون حضور المريض في نفس اليوم، وذلك للحصول على الموافقة الكتابية على الحجز الإلزامي وفقًا للقواعد المعتمدة، وذلك بعد الاتصال بالخط الساخن لصندوق مكافحة الإدمان رقم 16023 أو الخط الساخن للإدارة المركزية للأمانة العامة للصحة النفسية رقم 16328 لمعرفة التفاصيل والحصول على موعد للتوجه إلى المركز العلاجي.

ومن ضمن ضوابط الحجز الإلزامي أيضًا أن تكون حالة المريض تمثل خطرًا على نفسه أو على الغير، مع حضوره إلى المركز وهو في حالة وعي كامل في الوقت المحدد للحجز، لخضوعه للكشف الطبي والنفسي، كما تُقيَّم حالته من قِبل المجلس القومي للصحة النفسية لتحديد ما إذا كانت تستدعي الحجز الإلزامي أم لا، علمًا بأن جميع الخدمات تقدم لمرضى الإدمان مجانا وفي سرية تامة ووفقا للمعايير الدولية.

  • كيف يتم دعم المتعافين من إدمان المواد المخدرة؟

الدولة لا تكتفي بالعلاج فقط، بل تعمل أيضا على دعم المتعافين من خلال برامج «مرشدي التعافي» فالمتعافي نفسه يصبح قدوة لغيره، ويشارك في مساعدة مرضى آخرين على الإقبال على العلاج، مما يخلق حلقة دعم إيجابية داخل المجتمع.

واليوم مريض الإدمان إذا تركته من الممكن أن يتحول إلى أكثر من مريض، فهو مرض يكاد يكون معدي، والمريض يجذب غيره، كل مريض موجود معنا لا نقوم فقط بإنقاذه بل إنقاذ كل من حوله من الدخول في خطر المخدرات، والمتعافي من الإدمان أصبح طاقة نور، وحافز بشكل كبير للمرضى أن يقوموا بالتقدم للعلاج.

كما يجرى تأهيل المتعافين ودمجهم اجتماعيا من خلال تدريبهم على حرف مهنية يحتاجها سوق العمل ضمن برنامج «العلاج بالعمل» داخل مراكز العزيمة التابعة للصندوق، وأيضا إتاحة تمويل مشروعات المتعافين بالتعاون مع بنك ناصر الاجتماعي.

  • ما هي خطة الصندوق في التوسع في إنشاء المراكز العلاجية ؟

منذ 10 سنوات كان لدينا 12 مركزا في 10 محافظات فقط، اليوم لدينا 35 مركزا في 20 محافظة، وقريبًا سيتم تشغيل مركز جديد بشكل تجريبى في الغربية بإحدى قرى المبادرة الرئاسية حياة كريمة، ونسير في هذا النهج حتى يصبح لدينا مركز علاجي في كل محافظة.

  • متى سيصبح لدينا مركزا علاجيا في كل محافظة؟

الاستراتيجية الوطنية لمكافحة المخدرات بنهايتها سنكون غطينا كل محافظات مصر المحرومة، أي بقدوم عام 2028، لن يكون هناك أي محافظة بالجمهورية محرومة من خدمات علاج الإدمان، والآن حتى لو هناك محافظة محرومة من خدمة العلاج، عند اتصاله بالصندوق نقوم بتوجيه إلى اقرب مركز علاجي ويحصل على كل الخدمة.

كما أننا لا نغفل المناطق المطورة «بديلة العشوائيات»، ونقدم برامج توعوية وأنشطة عديدة، حيث لدينا أكثر من 20 ألف زيارة طرق أبواب بجانب العيادات العلاجية فيها وحتى الآن تم تقديم الخدمة لأكثر من 19 ألف متردد.

  • إلى أي مدى تسهم قيادة المركبات تحت تأثير المخدرات في زيادة معدلات حوادث الطرق في مصر؟

المخدرات سبب أساسي في حوادث الطرق، مثلا مخدر الحشيش، من يتعاطاه احتمالية وقوعه للحادث 3 أضعاف، أما لو متعاطى مخدرات تخليقية وفقًا لمنظمة الصحة العالمية تكون احتمالية وقوع الحادث 5 أضعاف، وتلقينا أكثر من ألف اتصال من سائقي الشاحنات حتى الآن، وتقوم وزارة الداخلية بإجراء حملات كشف مكثفة جدًا.

  • بعد مرور نحو 3 سنوات على تطبيق قانون فصل الموظف متعاطي المخدرات.. هل تغيرت نسبة إقبال الموظفين على العلاج؟

نجحنا في خفض نسب التعاطي بين العاملين بالجهاز الإداري للدولة من 8% إلى 1% فقط، وهو إنجاز استثنائي يعكس جدية الجهود المبذولة كما تضاعف عدد الاتصالات الواردة لطلب العلاج عبر الخط الساخن 5 مرات، وهو أمر شديد الأهمية، إذ يعكس زيادة الوعي المجتمعي وقوة الحملات الإعلامية التي لعبت دورا محوريا في تشجيع المرضى على التقدم للعلاج، ولم يعد من الممكن أن يتولى أي موظف ترقية أو منصب إداري في الجهاز الإداري للدولة إلا بعد اجتياز الكشف الطبي.

كما يتم تنفيذ حملات مفاجئة بانتظام للكشف على العاملين، بما في ذلك سائقي الحافلات المدرسية، حفاظا على أرواح الطلاب.

  • وماذا عن التعاطي بين سائقي الحافلات المدرسية؟

نسبة التعاطي بين سائقي الأتوبيسات المدرسية انخفضت من 12% في 2017 إلى 05.% فقط وهو نجاح كبير، ونحن مستمرون في تكثيف حملات الكشف المبكر عن التعاطي بين سائقي حافلات المدارس طوال فترة الدراسة والتوسع في تنفيذ الحملات لتشمل المحافظات المختلفة؛ وذلك لإجراء تحاليل الكشف عن المخدرات للسائقين داخل مقر المدارس، ومن يثبت تعاطيه للمخدرات، يتم إحالته للنيابة العامة لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة ويأتي ذلك بالتوازي مع استمرار تكثيف حملات الكشف على الطرق السريعة.

ونستمر في تنفيذ الحملات بشكل مفاجئ حيث تستهدف الكشف على سائقي الحافلات المدرسية وجاري التوسع في حملات الكشف بالمحافظات المختلفة، واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة لمن يثبت تعاطيه للمواد المخدرة، كما أنه جارى أيضًا التوسع في الحملات باستهداف الكشف على سائقي حافلات نقل طلاب الجامعات والمعاهد العليا الخاصة وكذلك سائقي الحافلات الذين ينقلون طلاب المدارس الحكومية، ونخطر وزارة التربية والتعليم بنتائج العينات التوكيدية لاتخاذ إجراءات الفصل لمن يثبت تعاطيه للمخدرات مع تحرير محاضر وإحالتها إلى النيابة بتهمة القيادة تحت تأثير المخدر.

تابع مواقعنا