عاصفة شمسية قوية تُربك محطة الفضاء الدولية.. وفرض إجراءات حماية عاجلة| التفاصيل الكاملة
شهد منتصف نوفمبر 2025 حدثًا فضائيًا لافتًا بعد تعرض الأرض ومحيطها لـ عاصفة شمسية شديدة، تسببت في اضطراب بيئة المدار الأرضي المنخفض، وأجبرت طاقم محطة الفضاء الدولية على تغيير مواقع نومهم واللجوء إلى مناطق أكثر تحصينًا، في واحدة من أبرز تأثيرات العاصفة الشمسية هذا العام، وفقًا لما نُشر على منصة وكالة ناسا الأمريكية وموقع Space.
عاصفة شمسية عنيفة تُضيء الأرض وتُهدد من في المدار
وبينما كان سكان الأرض يستمتعون بمشهد الشفق القطبي الساحر الناتج عن عاصفة شمسية اتسمت بالنشاط الشديد، كان الوضع مختلفًا تمامًا في المدار، فقد رصدت محطة الفضاء الدولية ارتفاعًا كبيرًا في مستويات الإشعاع بسبب الانبعاثات الشمسية المتصاعدة، ما دفع مركز التحكم لإصدار تعليمات فورية للطاقم بضرورة الاحتماء داخل وحدات محددة من المحطة.
تسجيلات الاتصالات بين مركز التحكم ورواد الفضاء كشفت عن قلق واضح من تطور العاصفة، حيث أبلغ أحد المشغلين رائد الفضاء الأمريكي مايك فينكي بأنهم دخلوا منطقة جسيمات شمسية نشطة، وأن المحطة ستتحرك خلال ساعات داخل نطاقات إشعاع أعلى من الحدود الآمنة.
ما وراء العاصفة الشمسية.. انفجار البقعة AR4274
أوضحت تقارير الأرصاد الفضائية أن العاصفة الشمسية التي ضربت الأرض خلال ليالي 11 و12 نوفمبر نتجت عن انبعاثات كتلية إكليلية (CME) قوية صدرت من البقعة الشمسية النشطة AR4274، هذه الانفجارات الضخمة لا تكتفي بإنتاج الشفق القطبي المذهل؛ بل تحمل معها جسيمات مشحونة وأيونات ثقيلة تشكل خطرًا كبيرًا على رواد الفضاء الذين لا يحظون بالحماية الكاملة التي يوفرها الغلاف المغناطيسي للأرض.
ورغم امتلاك محطة الفضاء الدولية أنظمة حماية متعددة، أصدر مركز العمليات توجيهات بنقل الرواد الروس أوليج بلاتونوف وسيرجي ريجيكوف وأليكسي زوبريتسكي إلى وحدة Destiny الأمريكية، نظرًا لكونها من أكثر المواقع قدرة على امتصاص الإشعاع خلال العاصفة الشمسية.
أما أفراد الطاقم الأمريكي والياباني فبقوا في مقصوراتهم المعتادة، مع تطبيق قيود على حركة التنقل داخل المحطة وتقليل الوجود في المناطق الأكثر تعرضًا للجسيمات عالية الطاقة.
وأكدت ساندرا جونز، من الشؤون العامة في وكالة ناسا الأمريكية، أن هذه الخطوات تُعد جزءًا من بروتوكولات السلامة المعتمدة عند حدوث عاصفة شمسية قوية، مشيرة إلى أن الطاقم تلقى قائمة بمناطق يجب تجنبها حتى انتهاء الموجة الإشعاعية.
وأوضح خبراء الفضاء أن مثل هذه الظواهر تُذكّر بأن الشفق القطبي الذي يراه سكان الأرض ليس مجرد حدث بصري مدهش، بل هو في جوهره انعكاس للطاقة الهائلة التي يمكن أن تطلقها عاصفة شمسية، بما قد يشكل تحديات كبيرة للمهمات المأهولة في المستقبل.
