في ذكرى رحيله.. محطات لا تنسى في حياة الفنان فكري أباظة
تحلّ اليوم ذكرى وفاة الفنان فكري أباظة وبرحيله فقدت الساحة الفنية وجهًا بارزًا من الوجوه التي عرفها الجمهور بملامحها الهادئة وأدائها الرزين، وقدرته على تقديم الأدوار المركبة ببساطة وعمق دون ضجيج أو سعي مبالغ للشهرة.
وُلد فكري أباظة عام 1950 داخل عائلة فنية وسياسية كبيرة هي عائلة أباظة، التي خرج منها رموز في الفن والصحافة والسياسة. وبرغم ارتباط اسمه في بداية حياته الفنية بالنجم الكبير رشدي أباظة كونه شقيقه غير الشقيق، فإن فكري اختار منذ اللحظة الأولى أن يسلك طريقًا مستقلًا، بعيدًا عن ظل الدنجوان، معتمدًا على دراسته في المعهد العالي للفنون المسرحية وعلى موهبته التي صقلها عبر سنوات من الاجتهاد والالتزام.
بدايات فكري أباظة
بدأت مسيرته الفنية في أوائل السبعينيات، وكان ظهوره الأول في فيلم البنات لازم تتجوز عام 1973، ورغم أن الدور كان صغيرًا، إلا أنه كشف عن أداء طبيعي غير متكلف، وأظهر قدرة على تجسيد مشاعر صادقة جعلت المخرجين ينظرون إليه كممثل يملك أدوات حقيقية.
ومع الوقت شارك في عدد من الأفلام التي تركت بصمة مميزة، من بينها حتى سري للغاية والكلام في الممنوع وأنا في عينيه وغيرهم من الأعمال.
وفي الدراما التلفزيونية، قدّم فكري أباظة أدوارًا راسخة في أعمال بارزة مثل تحت الرياح وقلب النهار والخيول حيا امتاز بأسلوب أداء يعتمد على النظرة والهدوء والانفعال الداخلي، وهو ما جعله قريبًا من جمهور يحب الشخصيات التي تشبه الأشخاص الحقيقيين لا الشخصيات المفتعلة.
وعلى المستوى الشخصي، عاش فكري أباظة حياة مستقرة مع زوجته الفنانة حياة قنديل، التي اعتزلت الفن بعد زواجهما لتتفرغ لحياتها الأسرية وأنجبا ثلاثة أبناء: شيماء وشاهندة ومحمد، وكان معروفًا عنه ارتباطه الكبير بعائلته وحرصه الدائم على أن تظل حياته الخاصة بعيدة تمامًا عن الأضواء الإعلامية، حتى في سنوات شهرته.
فكري أباظة ورشدي أباظة
وكان الراحل يحمل حلمًا كبيرًا في سنواته الأخيرة، وهو توثيق التراث الفني لشقيقه رشدي أباظة وجمع مقتنياته وصوره وأعماله في مشروع كان يأمل أن يتحول إلى متحف كبير يحمل اسمه.
ورغم أن المشروع لم يكتمل، إلا أن رغبته في الحفاظ على إرث شقيقه كانت تعكس شخصية تقدّر الفن وتحترم التاريخ العائلي.



