تفسير سورة المدثر.. معناها وأهم الدروس المستفادة
نقدم تفسير سورة المدثر، فهي واحدة من السور المكية عدد آياتها 56 آية، ارتبط نزولها ببداية التكليف العلني للنبي صلى الله عليه وسلم بالدعوة، حيث جاءت السورة لتعلن الانتقال من مرحلة الإعداد الروحي في غار حراء إلى مرحلة الانذار والدعوة، حاملة اوامر واضحة للرسول بالقيام برسالته، حيث تتميز السورة بقوة خطابها، ووضوح رسالتها، وارتباطها الوثيق بأحداث بداية الوحي.
تفسير سورة المدثر
وعن تفسير سورة المدثر، فقد سميت باسم "المدثر"؛ لأن الخطاب الإلهي فيها توجه مباشرة إلى النبي وهو متدثر بثوبه بعد رؤيته جبريل، فجاء النداء مطابقا لحاله: "يا ايها المدثر"، فهو يعبر عن اللحظة الحاسمة التي انتقل فيها الرسول صلى الله عليه وسلم من حالة الخلوة والتأمل إلى مرحلة التكليف والانذار.
وتركز سورة المدثر على الجوانب الاولى من رسالة النبي صلى الله عليه وسلم، وتسلط الضوء على تكليفه الصريح بالانذار والدعوة الى توحيد الله سبحانه وتعالى.
كما تعرض السورة موقف المشركين في مكة من الدعوة الجديدة، وتكشف اساليب المكذبين وتوضيح جزائهم، حيث أكدت السورة كذلك على عظمة القرآن ودوره في هداية الانسان، مع تحذير شديد لمن يعرض عن الرسالة.
ويروي جابر بن عبد الله في الحديث الصحيح رواية توثق اللحظات الاولى لنزول السورة، حيث قال: كان النبي قد جاور بحراء شهرا، فلما انتهى من خلوته ونزل إلى بطن الوادي، سمع نداء من السماء.. فنظر حوله فلم ير احدا، ثم نودي مرة اخرى، فرفع رأسه فإذا بجبريل على الافق، ففزع وقال: دثروني دثروني.. فصب عليه اهله ماء باردا، فنزل قول الله عز وجل: "يا ايها المدثر قم فأنذر وربك فكبر وثيابك فطهر".
تفسير سورة المدثر للأطفال
وحول تفسير سورة المدثر للأطفال، فإنه يمكن للمدرس أو ولي الأمر شرح للطفل معنى كلمة المدثر والتي تعني "الذي يلتف بثوبه"؛ لأن الله نادى النبي صلى الله عليه وسلم وهو متدثر في ذلك الوقت.
فإن هذه السورة جاءت أمرا من الله عزل وجل للنبي صلى الله عليه وسلم، بالقيام والبدء في تبليغ رسالته، وهذا يعلمنا أن علينا أن نكون شجعانًا في قول الحق والعمل بما يرضي الله.
كما تحذر السورة من الكذب والظلم وتبين أن كل من يفعل الخير سيكافئه الله، ومن يفعل الشر سيحاسبه، فإن سبب نزول السورة يعود إلى خلوة النبي في غار حراء، حيث جاءه الملاك جبريل وأمره الله أن يبدأ دعوته، فنزلت الآيات لتقول له: "قم فأنذر وربك فكبر وثيابك فطهر"، أي انهض وابدأ تبليغ الناس واذكر ربك وكن طاهرًا.
