بعد وصول الرقعة الزراعية لـ13.5 مليون فدان خلال 2026.. خبير: مصر قادرة على تحقيق الاكتفاء الذاتي من المحاصيل الأساسية بشروط
كشف اللواء علي الديب الخبير الاستراتيجي إمكانية وصول مصر إلى الاكتفاء الذاتي من المحاصيل الزراعية، وذلك عقب إعلان الرئيس عبد الفتاح السيسي خطة لإضافة 4.5 مليون فدان إلى مجمل مساحة الأرض المزروعة بحلول عام 2026، لتصبح المساحة الإجمالية حوالي 13.5 مليون فدان.
وأوضح الخبير الاستراتيجي في تصريحات خاصة لـ القاهرة 24، أن التحديات الأساسية التي تواجه تحقيق الاكتفاء الذاتي من السلع الاستراتيجية تتركز في 3 محاصيل هي القمح والزيت والسكر.
خبير استراتيجي: مصر قادرة على تحقيق الاكتفاء الذاتي من المحاصيل الأساسية ولكن بشروط
وأشار اللواء الديب إلى أن مصر نجحت بالفعل في تحقيق الاكتفاء الذاتي من السكر وحل مشكلته، ويعود هذا النجاح إلى الزيادة السنوية في زراعة البنجر، بالإضافة إلى التوسع في زراعة القصب باستخدام تكنولوجيا التنقيط الحديثة، ونجحت هذه التقنية في زراعة وجني محصول 2000 فدان خلال العامين الماضي والحالي، مع خطط للتوسع المستمر في تطبيقها.
فيما يتعلق بملف القمح، أوضح أن الاستهلاك السنوي لمصر يبلغ نحو 20 مليون طن، بينما يصل حجم الإنتاج المحلي حاليا إلى 10 ملايين طن، مشيرًا إلى أن الوصول إلى الاكتفاء الذاتي يتطلب بشكل أساسي تعزيز قدرات التخزين باعتبارها الركيزة الأساسية لهذا الهدف.
وأشار الخبير إلى أن الطاقة الاستيعابية الحالية للتخزين في الصوامع الحديثة التابعة لوزارة التموين، وصوامع الموانئ الرئيسية، وصوامع جهاز مستقبل مصر، تبلغ مجتمعة نحو 4.48 مليون طن.
وأكد أن المشكلة الكبرى في تحقيق الاكتفاء الذاتي من القمح تعود إلى تخزين حوالي 6 ملايين طن في الشون الترابية، ما يتسبب في هدر سنوي يصل إلى 1.2 مليون طن نتيجة تعرضه للقوارض والطيور، مشيرة إلى إنه من أجل توفير 20 مليون طن سنويا قد يؤدي إلى هدر يصل إلى 3.2 مليون طن، بتكلفة متوقعة على الدولة تقدر بنحو 64 مليار جنيه، إذ تم حساب متوسط سعر الطن بنحو 400 دولار.
ورغم التحديات، أكد الخبير الاستراتيجي أن الدولة تعمل على زيادة مساحة زراعة القمح بالتدريج بالتوازي مع إنشاء صوامع حديثة لتقليل الهدر، وتحقق مصر تصديرا هائلا في محاصيل أخرى مثل الموالح والفراولة والمانجو والبطاطس وغيرها، وهناك زيادة سنوية في التصدير تبلغ 10%، ومن المتوقع أن تزيد إلى 20% العام المقبل، ويوفر هذا التصدير للدولة عملة صعبة تتيح لها استيراد القمح وغيره من السلع الاستراتيجية.
وفيما يخص تحقيق الاكتفاء الذاتي من الزيت، أشار إلى أن المشكلة تكمن في ارتفاع تكاليف زراعة فول الصويا، موضحًا أنه يتم حاليًا إجراء تجارب على محاصيل بديلة أخرى.


