تحديد هوية صاحب القدم المتحجرة التي حيّرت العلماء لأكثر من عقد.. ما القصة؟
بعد سنوات من التساؤلات، كشفت دراسة حديثة عن هوية القدم المتحجرة التي عُثر عليها في إثيوبيا عام 2009، والمعروفة باسم قدم بورتيل، وذلك وفقًا لما نشر في نيويورك بوست.
تحديد هوية صاحب القدم المتحجرة التي حيّرت العلماء لأكثر من عقد
وتوصل فريق من علماء الأنثروبولوجيا القديمة إلى أنها تعود إلى نوع بشري قديم يُسمى أسترالوبيثكس دييريميدا، وهو قريب مباشر لأسلافنا عاش قبل 3.4 مليون عام إلى جانب النوع الشهير لوسي.

تُعد قدم بورتيل واحدة من الاكتشافات التي حيّرت المجتمع العلمي لسنوات، إذ جمعت سمات غير معتادة، وخصائص حديثة تشبه البشر إلى جانب صفات بدائية أبرزها إصبع قدم كبير قابل للمواجهة يساعد على التسلّق.
وعام 2015، أطلق الفريق الذي عثر على القدم اسم A. deyiremeda استنادًا إلى عظام فك من العمر ذاته اكتُشفت في الموقع نفسه، لكن الربط بين القدم والفك لم يكن مؤكدًا، ومع العودة مؤخرًا إلى موقع الاكتشاف في منطقة وورانسو-ميل بإقليم عفار، عُثر على 13 قطعة أحفورية جديدة من الأسنان وعظام الفك. هذه الأدلة أدت إلى تأكيد الهوية أخيرًا، وربط القدم بنوع دييريميدا بشكل موثوق.
ويشير الباحث الرئيسي يوهانس هايلي سيلاسي إلى أن نتائج الدراسة تكشف نموذجًا أكثر تنوعًا للتطور البشري مما كان يُعتقد سابقًا.
فبينما أثبتت لوسي أن البشر الأوائل كانوا قادرين على المشي المنتصب منذ ملايين السنين، فإن قدم بورتيل تؤكد أن طرق الحركة لم تكن موحدة، فبعض الأنواع كانت تسير على قدمين بشكل كامل، بينما احتفظت أخرى بقدرةٍ عالية على التسلق والعيش في الأشجار.
ويمثل هذا الاكتشاف نقطة تحول مهمة في الأبحاث المتعلقة بالإنسان القديم، لأنه يُظهر أن أنواعًا بشرية متعددة عاشت في الفترة نفسها وتكيفت بطرق مختلفة مع البيئة المحيطة.
ويرى الباحثون أن هذه الفروقات في الحركة والغذاء ربما شكّلت أساس قدرة تلك الأنواع على التعايش دون منافسة مباشرة، تمامًا كما تفعل الرئيسيات اليوم في الطبيعة.
وبهذه النتائج، تتغير الصورة التقليدية للتطور البشري من مسار واحد نحو المشي المنتصب، إلى شبكة مسارات متنوعة، يسلك كل منها طريقًا مختلفًا في التأقلم، والبقاء، والعيش في بيئات معقدة ومتشعبة.


