عملية فضائية غير مسبوقة بين الصين والولايات المتحدة.. العملاق الآسيوي يتصل بناسا لتجنب كارثة
في خطوة تعد الأولى من نوعها في تاريخ إدارة حركة الملاحة الفضائية، كشفت وكالة ناسا عن تلقيها اتصالًا مباشرًا من وكالة الفضاء الصينية، بهدف تنسيق مناورة تجنب اصطدام بين أقمار صناعية تابعة للطرفين، وذلك وفقًا لما نشر في الماركا.
عملية فضائية غير مسبوقة بين الصين والولايات المتحدة
الواقعة، التي نقل تفاصيلها مدير استدامة الفضاء في ناسا ألفين درو خلال مشاركته في جلسة عامة ضمن المؤتمر الدولي للملاحة الفضائية في سيدني، تُعد تطورًا لافتًا في التعاون بين القوتين الفضائيتين، خاصة في ظل القيود السياسية المفروضة على الاتصالات العلمية.
ما الذي حدث بالضبط؟
وفق تصريحات درو، اعتادت ناسا سابقًا في حالات الاقتراب المداري إرسال مذكرة للصين مفادها: نعتقد أننا سنصطدم بكم، ابقوا ثابتين وسنقوم نحن بالمناورة، لكن هذه المرة تبدّل المشهد تمامًا.
ومدير استدامة الفضاء أوضح أن الصينيين هم من بادروا بالاتصال وقالوا، نرى اقترانًا بين أقمارنا الصناعية. نوصيكم بالبقاء في مواقعكم، سننفذ المناورة.
وهذه المبادرة، بحسب درو، هي المرة الأولى التي يحدث فيها ذلك، وتؤشر إلى تغير ملموس في بروتوكولات التنسيق المدارية.
لماذا هذا الحدث مهم؟
رغم أن التعاون العلمي بين واشنطن وبكين محدود، خصوصًا بعد تعديل وولف الذي يقيّد مشاركة ناسا مع المؤسسات الصينية الحكومية، فإن سلامة المدار لا يمكن أن تُترك للصدفة.
والازدحام الفضائي يتفاقم بوتيرة غير مسبوقة؛ فالولايات المتحدة تدفع بقوة عبر كوكبة Starlink التجارية التابعة لـSpaceX، بينما تعمل الصين على مجموعتيها العملاقتين Guowang وThousand Sails، وهو ما يجعل احتمالات التصادم أعلى من أي وقت مضى.
لماذا يعد تجنب الاصطدام قضية حاسمة؟
شظايا الأقمار الصناعية يمكن أن تبقى في المدار لعقود وتؤدي إلى سلسلة من الاصطدامات تُعرف بـ"متلازمة كيسلر.
وأي خطأ في إدارة المناورات يعني خسائر بملايين الدولارات وتعطيل خدمات أساسية مثل الاتصالات والملاحة والمراقبة الأرضية.
مع ازدياد أعداد الأقمار الصغيرة، أصبحت دوريات الاستدامة الفضائية معقدة ومتداخلة، ما يجعل التنسيق بين القوى الكبرى ضرورة وليست خيارًا.


