طبقة الأوزون تتعافى.. ثقب القطب الجنوبي يغلق في أقرب موعد منذ 5 سنوات
كشف تحديث جديد صادر، عن خدمة كوبرنيكوس لمراقبة الغلاف الجوي (CAMS) عن تطور بيئي مبشّر، حيث أعلن العلماء إغلاق ثقب الأوزون فوق القارة القطبية الجنوبية في الأول من ديسمبر الجاري، وهو الإغلاق الأكثر مبكرة منذ عام 2019، ما يعزز الآمال بقرب التعافي الكامل لطبقة الأوزون خلال العقود المقبلة، وذلك وفقًا لما نشرته صحيفة ديلي ميل البريطانية.
ثقب القطب الجنوبي يغلق في أقرب موعد منذ 5 سنوات
وبحسب التقرير، سجّل الثقب في عام 2025 أصغر مساحة له منذ خمس سنوات بواقع 8.13 مليون ميل مربع (21.08 مليون كيلومتر مربع)، كما يعد هذا العام الثاني على التوالي الذي يشهد ثقوبًا أصغر حجمًا مقارنة بالثقوب الكبيرة التي رُصدت بين عامي 2020 و2023.
وأوضح الدكتور لورانس رويل، مدير CAMS، أن الإغلاق المبكر والحجم المحدود للثقب علامة مطمئنة تعكس التقدم المستمر في تعافي طبقة الأوزون، مشيرًا إلى أن هذا التحسن يتماشى مع توقعات العلماء بعودة الطبقة لوضعها الطبيعي بين عامي 2050 و2066، بينما تشير تقارير أممية إلى إمكانية التعافي الكامل بحلول 2040.
منطقة الاستنفاد الحاد للأوزون
ويفتح ثقب الأوزون عادة في أغسطس، ويصل ذروته في سبتمبر أو أكتوبر، قبل أن يغلق في أواخر نوفمبر أو أوائل ديسمبر، وبالرغم من أن ثقب 2025 اتخذ مسارًا مشابهًا لعام 2023، إلا أن مساحته الأكبر كانت أقل بكثير من المسجلة في الأعوام الماضية، ما يعزز دلائل التعافي.
ويرجع أصل المشكلة إلى الثمانينيات حين اكتشف العالم البريطاني جوناثان شانكلين منطقة الاستنفاد الحاد للأوزون نتيجة انبعاث مركبات الكلوروفلوروكربون (CFCs)، وهو ما قاد إلى توقيع بروتوكول مونتريال عام 1987، الذي نجح في خفض 99% من المواد المستنفدة للأوزون.
ورغم بقاء نسبة ضئيلة من تلك المركبات في الغلاف الجوي العلوي، فإن التراجع التدريجي في حجم الثقب يشير إلى فعالية الاتفاق الدولي وقدرة الجهود المشتركة على تحقيق تحول بيئي ملموس.
وختم الدكتور رويل تصريحه قائلا إن هذا التحسن تذكير مهم بما يمكن أن يحققه التعاون العالمي في مواجهة الأزمات البيئية.
