دراسة: تناول حفنة صغيرة يوميًا من الفول السوداني يعزز ذاكرة كبار السن
كشفت دراسة حديثة أجرتها جامعة ماستريخت الهولندية أن دمج نحو 60 جرامًا من الفول السوداني غير المملح والمحمص بالقشر يوميًا، أي أقل من نصف كوب، وذلك ضمن النظام الغذائي لكبار السن، يمكن أن يؤدي إلى تحسّن واضح في تدفق الدم داخل الدماغ، وهي وظيفة حيوية تتراجع عادةً مع التقدم في العمر، وذلك وفقًا لما نشر في نيويورك بوست.
تناول حفنة صغيرة يوميًا من الفول السوداني قد يكون مفتاحًا لتعزيز الذاكرة وصحة الدماغ
شملت التجربة 31 شخصًا تتراوح أعمارهم بين 60 و75 عامًا، طُلب منهم تناول حصتهم المقررة لمدة 16 أسبوعًا دون تسخين الفول السوداني أو طحنه حفاظًا على خصائصه الغذائية.
وتم قياس مؤشرات الصحة في بداية التجربة ووسطها ونهايتها، بما في ذلك ضغط الدم وتكوين الجسم، إلى جانب اختبارات معرفية وتصوير متقدم لمتابعة تدفق الدم الدماغي.
النتائج كانت لافتة؛ إذ ارتفع معدل تدفق الدم الدماغي العام للمشاركين بنسبة 3.6%، وازدادت تروية المادة الرمادية في الدماغ بنسبة 4.5%.
كما شهدت مناطق مهمة مرتبطة بالذاكرة واللغة والوظائف التنفيذية مكاسب ملحوظة؛ إذ تحسن تدفق الدم بنسبة 6.6% في الفصوص الأمامية و4.9% في الفصوص الصدغية، ما انعكس على قدرة الذاكرة قصيرة المدى، حيث تمكن المشاركون من تذكر كلمات أكثر بعد فترة زمنية قصيرة مقارنة بفترة التحكم.
ويرجّح الباحثون أن مركبات مثل L-Arginine والدهون غير المشبعة والبوليفينولات، بالإضافة إلى الألياف ومضادات الأكسدة الموجودة في قشرة الفول السوداني، هي السبب وراء هذه الفوائد.
لم تقتصر الآثار الإيجابية على الدماغ فقط؛ فقد انخفض ضغط الدم الانقباضي بمعدل 5 ملم زئبقي وضغط النبض بمقدار 4 ملم زئبقي، وهي تغييرات مهمة تحمي الأوعية الدقيقة في الدماغ والقلب، وتحد من مخاطر التدهور الإدراكي والأمراض القلبية الوعائية.
والمفاجئ أن إضافة نحو 340 سعرة حرارية يوميًا من الفول السوداني لم تؤدِ إلى زيادة كبيرة في الوزن لدى المشاركين.
ويخطط الفريق البحثي لمواصلة دراسة التأثيرات المحتملة لمنتجات الفول السوداني الأخرى، مثل زبدة الفول السوداني، ومعرفة ما إذا كانت الكميات الأصغر قادرة على تحقيق الفوائد ذاتها، ما يفتح الباب أمام خيارات غذائية بسيطة لدعم صحة الدماغ مع التقدم في العمر.
