ما هي البشعة؟.. غضب واسع بعد فيديو صادم لاختبار زوجة على النار

ربما يتساءل الكثير عن ما هي البشعة؟، خاصة بعد انتشار فيديو على السوشيال ميديا ظهرت خلاله فتاة تجلس على الأرض وتبدو عليها علامات الرعب والخوف، خلال إخضاعها لطقس البشعة لإثبات براءتها بعد اتهام زوجها لها بأنها لم تكن عذراء عند الزواج، الأمر الذي أثار غضب رواد مواقع التواصل الاجتماعي، مطالبين بوقف مثل هذه الممارسات التي وصفها النشطاء بأنها «تعذيب نفسي وجسدي تحت غطاء العرف».

ما هي البشعة؟

وعن ما هي البشعة؟، فهي واحدة من أقدم طقوس التحكيم العرفي التي انتشرت بين بعض القبائل البدوية في شبه جزيرة سيناء وصحراء مصر الشرقية وأجزاء من بلاد الشام، حيث تستخدم كوسيلة شعبية للفصل في النزاعات وكشف الكذب خارج إطار القضاء الرسمي.

والبشعة – بكسر الباء – هي أداة معدنية تشبه «الملعقة الكبيرة» أو «المحماس»، يتم تسخينها حتى الاحمرار ثم يطلب من المتهم لعقها عدة مرات وسط حشود من الأهالي، على أن يحكم ببراءته أو إدانته بناءً على ما يظهر على لسانه من أثر الحرق.

وتجري هذه الطقوس داخل مجلس عرفي بحضور ما يعرف بـ«المشبع»، وهو الشخص المختص بإجراء هذا الاختبار، وينظر إليه باعتباره صاحب «السر» في تنفيذ الطقس، وسط اعتقاد راسخ لدى أتباع هذه العادة بأنها وسيلة إلهية لكشف الصدق من الكذب.

وتتم البشعة وفق طقوس وخطوات شبه ثابتة، تبدأ بتسخين المحماس أو القطعة المعدنية على النار حتى تتحول إلى كتلة ملتهبة، ثم يمسكها المشبع ويفرك بها ذراعه 3 مرات أمام الحضور في محاولة لإقناع الجميع بأن النار «لا تؤذي الصادق».

بعد ذلك، يطلب من المتهم إظهار لسانه أمام الجميع لإثبات سلامته قبل الاختبار، ثم يقوم بلعق المحماس ثلاث مرات متتالية، يعقبها المضمضة بالماء.

وإذا ظهر على لسانه أثر الحرق يقال عنه «موغوف» أي مذنب، أما إذا لم يظهر أي أثر فيعلن ببراءته وسط الزغاريد والتهليل.

البشعة في مصر

وعن البشعة في مصر، فقد تداول مقطع فيديو صادم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ظهرت خلاله فتاة تجلس على الأرض وتبدو عليها علامات الرعب والخوف، أثناء إخضاعها لطقس البشعة لإثبات براءتها بعد اتهام زوجها لها بأنها لم تكن عذراء عند الزواج.

وظهرت في الفيديو تسأل بارتجاف: «هي هتحرقني؟»، قبل أن توضع النار على لسانها وسط تشجيع من بعض أفراد أسرتها، ما فتح الباب واسعًا أمام انتقادات حقوقية حادة.

ووفق تصريحات القائم على إجراء الطقس، فإن الواقعة حدثت بمحافظة الإسماعيلية، وانتهت رسميًا بطلاق الفتاة من زوجها، مؤكدًا أن الخلافات بين الطرفين كانت قائمة منذ فترة طويلة، وأن جلسة البشعة جاءت كآخر حل عرفي للفصل في النزاع.

وأضاف أن تصوير الجلسة وتسريب الفيديو تم دون علمه، وأن هناك تفاصيل لا يجوز الإفصاح عنها لكونها «أسرار بيوت».

أنواع البشعة

وعن أنواع البشعة، فمن أشهر أنواع البشعة المعروفة تاريخيًا:

• بشعة العيادي: وتنتشر في بعض مناطق سيناء والإسماعيلية.
• بشعة الدبر: وكانت موجودة في جنوب الأردن وانتهت بوفاة آخر مبشع عام 1976.
• بشعة العلي: في شمال غرب الحجاز، وانقرضت فعليًا.

البشعة لكشف الكذب

يتم الترويج للبشعة تاريخيًا على أنها «ميزان للعدل» ووسيلة حاسمة لكشف الكذب، خاصة في جرائم السرقة وقضايا الشرف، في المجتمعات التي كانت تفتقر إلى مؤسسات قضائية منظمة.

إلا أن هذا الطقس يعتمد على التخويف النفسي والضغط المعنوي الشديد، وقد يدفع الأبرياء للاعتراف تحت وطأة الرعب من النار والفضيحة، وهو ما يجعل نتائجه غير منضبطة ولا عادلة.

وحسمت دار الإفتاء المصرية الجدل بشكل قاطع، مؤكدة أن البشعة لا أصل لها في الشرع، وأنها محرمة شرعًا، لما تنطوي عليه من إيذاء وتعذيب وتخرص بالغيب.

واستدل علماء الدين بقول النبي صلى الله عليه وسلم: «البَيِّنة على من ادعى، واليمين على من أنكر»، باعتباره المنهج الشرعي الوحيد لإثبات الحقوق ونفي التهم.

كما أكد الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، أن الشريعة رسمت طرقًا واضحة لإثبات الجرائم، تقوم على الإقرار والبينة والقضاء، وليس على التعذيب الجسدي.

وشدد الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، على أن البشعة «خرافة غير جائزة شرعًا»، تقوم على التهديد، وقد تستخدم في ظلم الأبرياء، محذرًا من خطورتها على العقيدة والمجتمع.