الإثنين 08 ديسمبر 2025
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات
محافظات

في ذكرى ميلاده.. كيف أعاد كرم مطاوع تشكيل المسرح المصري بروح جديدة؟

كرم مطاوع
فن
كرم مطاوع
الأحد 07/ديسمبر/2025 - 10:14 ص

تحل اليوم ذكرى ميلاد الفنان الكبير كرم مطاوع، أحد أهم أعمدة المسرح العربي، وصاحب البصمة التي ما زالت حيّة رغم مرور سنوات طويلة على رحيله، لم يكن مطاوع مجرد ممثل، بل كان معلمًا ومخرجًا ومثقفًا واسع الرؤية، استطاع أن يحوّل الخشبة إلى مساحة فكر وفن، وأن يغيّر شكل المسرح المصري في فترة تُعد من أزهى عصوره.

ذكرى ميلاد كرم مطاوع

ولد كرم مطاوع في 7 ديسمبر 1933 بمدينة دسوق، قبل أن يشق طريقه في عالم الفن بدراسة المسرح في المعهد العالي للفنون المسرحية، ثم يسافر إلى إيطاليا للحصول على درجة الماجستير في الإخراج من أكاديمية روما، هذه الرحلة لم تكن مجرد دراسة، بل كانت نقطة التحوّل التي أعاد بها قراءة المسرح بروح عصرية جعلته مختلفًا بين أبناء جيله.

كان كرم مطاوع واحدًا من القلائل الذين لم يكتفوا بتقديم عروض تقليدية، بل تعاملوا مع المسرح باعتباره مساحة للتجريب وإعادة البناء، بعد عودته من دراسته في إيطاليا، حمل معه رؤية جديدة تعتمد على دمج الفكر بالفن، واستخدام الإضاءة والديكور والإيقاع الحركي كعناصر رئيسية في صناعة الحالة المسرحية، لم يكن الإخراج بالنسبة له مجرد تنظيم للمشهد، بل إعادة صياغة للنص ولطريقة تلقي الجمهور، ليصبح العرض الفني تجربة كاملة تتجاوز حدود المشاهدة العادية.

وأسهم مطاوع في تقديم شكل أكثر نضجًا ووعيًا للمسرح المصري من خلال جرأته في قراءة النصوص الكلاسيكية وتقديمها بروح معاصرة، إضافة إلى تعامله مع الممثل باعتباره شريكًا في البناء لا مجرد منفّذ، هذا النهج خلق أجيالًا جديدة من الفنانين الذين تتلمذوا على يده وتبنّوا نفس فلسفته، مما جعل بصمته تمتد لسنوات طويلة بعد رحيله، وبفضل لغته الإخراجية المتجددة، تحوّل المسرح في عهده إلى مساحة فكرية نابضة، تعكس قضايا الإنسان وتلهم المتلقي بتجربة فنية مكتملة.

كان كرم مطاوع صاحب شخصية قيادية هادئة، يجمع بين قوة الفكر ورقة الأداء، واستطاع أن يحافظ على احترامه الفني حتى في أكثر الفترات صعوبة، كما ساهم في تخريج أجيال من الممثلين الذين تتلمذوا على يده داخل المعهد، وكان يؤمن بأن الموهبة لا تكتمل إلا بالانضباط والوعي والثقافة.

وفي حياته الخاصة، عاش الفنان الراحل محطات عاطفية وإنسانية، كان أبرزها زواجه من الفنانة سهير المرشدي، ثم زواجه من الفنانة المعتزلة ماجدة الخطيب لفترة قصيرة، قبل أن يرحل عام 1996 بعد صراع مع المرض، تاركًا إرثًا فنيًا لا يزال يشهد على عبقريته.

تابع مواقعنا