أوقاف أسيوط تعلن عن انطلاق الأسبوع الثقافي بمسجد الرحمن
أعلنت مديرية الأوقاف بأسيوط، عن انطلاق فعاليات اليوم الأول من الأسبوع الثقافي بمسجد الرحمن بمدينة أسيوط، وسط حضور كوكبة من علماء مديرية الأوقاف وجامعة الأزهر الشريف، بحضور الدكتور عيد علي خليفة، والدكتور محمد أحمد سيد سليم، والشيخ عادل عمار محمد، والقارئ الشيخ محمود عبد المنعم فراج.
وقال وكيل وزارة الأوقاف بأسيوط، إن الأسبوع الثقافي افتتح بتلاوة عطرة من آيات الكتاب الكريم بصوت الشيخ محمود عبد المنعم فراج، الذي أرسل بصوته الندي موجات من الطمأنينة كأنها نسيم فجرٍ يتسلل برفق إلى القلوب، ممهدًا لليلةٍ يلتقي فيها الحرف بالهداية، والكلمة بالرسالة.
وأضاف أنه ألقى كلمة حول موضوع التفاؤل في الإسلام وأثره الإيجابي، وأكد أن التفاؤل ليس شعورًا طارئًا، بل هو حالة إيمانية تتجذّر في قلب المؤمن حين يوقن أن تدبير الله خيرٌ كلّه، موضحًا أن التفاؤل ليس أمنيات معلّقة، بل وقودٌ يدفع الإنسان إلى العمل والبذل وتعمير الحياة.
وأكّد أن اليأس يهدم بينما الأمل يبني، وأن التفاؤل يعيد ترتيب الداخل، ويقوي عزيمة المرء، ويثبّت الأسرة، ويصلح المجتمع، ويُسهم في صناعة أجيال تعرف قيمة البناء.
وأوضح أن رسالة المسجد لا تقتصر على أداء الشعائر، بل تمتد إلى صناعة وعي جديد، يبني إنسانًا قادرًا على مواجهة التحديات، وتحويل العثرات إلى خطوات، مستشهدًا بقوله تعالى: ﴿إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا﴾، وكأنها لآلئ ربانية تتناثر في الطريق لتضيء دروب المتعبين.
وأشار أن الدكتور محمد أحمد سيد سليم، شرح الأساس العقدي للتفاؤل، مؤكّدًا أن الإيمان بالقدر يزرع في القلب يقينًا لا تهزه العواصف، وأن من أدرك أن الله لطيف بعباده، حكيم في قضائه، أحسن الظن، واطمأن، وسار في الحياة بقلبٍ مطمئن، موضحًا أن التوكل لا يعني ترك السعي، بل هو عملٌ يعضده يقين، وسعيٌ تسنده ثقة بالله.
وأشار إلى أن السيرة النبوية تزخر بمواقف تفيض بالتفاؤل، حتى في أشد لحظات الشدة، مستدلًا بقول النبي لسراقة بن مالك وهو مطارد: “كيف بك إذا لبستَ سوارَي كسرى؟”، وهو وعدٌ عظّم الأمل في أقسى الظروف، ليكون درسًا خالدًا بأن الأمل قد يولد من رحم الألم، وأن اليقين قد يزهر حين تُغلَق الأبواب.
واختُتمت الفعاليات بتأكيد على أن التفاؤل ليس رفاهية نفسية، بل ضرورة مجتمعية، وأنه حجر أساس في بناء أجيال أكثر وعيًا وصلابة وقدرة على المشاركة في نهضة الوطن.
وتمت الإشارة إلى أن الوزارة، بالتعاون مع الجامعة، ماضية في تنفيذ برامج تُسهم في صناعة وعي إيجابي، يقوم على الأمل والعمل، والجد والاجتهاد، وإحياء المعاني الإيمانية التي تُنقذ القلوب من الضيق، وترفع الإنسان إلى مراتب القوة والثبات.


