دراسة تكشف اختبارًا طبيًا يحدد العمر الحقيقي للجسم
كشف باحثون عن اختبار بول جديد قد يحدد العمر البيولوجي للإنسان، وربما يشير إلى ما إذا كان الشخص معرضًا للوفاة في سن مبكرة مقارنة بأقرانه، وفقًا لما توصل إليه خبراء في دراسة حديثة.
وبحسب ما نشرته صحيفة ديلي ميل البريطانية، طور فريق بحثي ياباني ما أطلق عليه ساعة شيخوخة البول اللاجينية، وهي تقنية تعتمد على تحليل عينة بول واحدة لتقدير مدى تقدّم خلايا الجسم في العمر، بغض النظر عن العمر الزمني الفعلي، ويُعرف العمر البيولوجي بأنه انعكاس لحالة الجسم الصحية، ويتأثر بعوامل متعددة مثل الوراثة، ومستويات التوتر، وجودة النوم، والتغذية، والتدخين، وقد يكون أعلى أو أقل من العمر الحقيقي.
وشملت الدراسة أكثر من 6300 مريض كانوا يخضعون لفحوصات الكشف المبكر عن السرطان، حيث جُمعت منهم عينات بول، إلى جانب استبيانات حول نمط حياتهم، بما في ذلك التدخين واستهلاك الكحول، وحلل الباحثون جزيئات دقيقة من المادة الوراثية تُعرف بـ الحمض النووي الريبوزي الميكروي، ثم استخدموا خوارزميات متقدمة لتقييم العمر البيولوجي للمشاركين، مع تطوير نماذج منفصلة للرجال والنساء لزيادة الدقة.
تقييم الشيخوخة البيولوجية ومخاطر الأمراض
وأظهرت النتائج أن الاختبار قادر على التنبؤ بالعمر البيولوجي بهامش خطأ متوسطه 4.4 سنوات، وأوضح العلماء من شركة Craif للتكنولوجيا الحيوية في ناغويا، في مجلة npj Aging، أن دقة الاختبار تقل قليلًا عن بعض الساعات البيولوجية المعتمدة على الحمض النووي، إلا أنه تفوق على اختبارات مماثلة تعتمد على عينات الدم، ما يجعله وسيلة واعدة وغير جراحية لتقييم الشيخوخة البيولوجية ومخاطر الأمراض.
ويأتي هذا التطور في ظل تزايد الاهتمام العالمي بتحديد العمر البيولوجي، خاصة مع انتشار ما يُعرف بخبراء طول العمر، ورغم أن هذه الاختبارات متاحة بالفعل في عيادات الصحة والعافية، فإن تكلفتها غالبًا ما تتجاوز 200 جنيه إسترليني للاختبار الواحد.
وفي سياق متصل، تشير دراسات حديثة إلى أن متوسط العمر المتوقع عالميًا قد يرتفع بنحو خمس سنوات بحلول عام 2050، ليصل إلى نحو 76 عامًا للرجال وأكثر من 80 عامًا للنساء، ويعزو خبراء طول العمر ذلك إلى عوامل أساسية تشمل النشاط البدني، والروابط الاجتماعية، والشعور بالهدف في الحياة، وهي سمات مشتركة في ما يُعرف بـ المناطق الزرقاء، حيث يعيش الناس في صحة جيدة حتى سن المئة وما بعدها.
