هل تناول الطعام في نفس الموعد يوميًا مفيد للصحة؟
يُروَّج كثيرًا لتناول الطعام في نفس الوقت يوميًا باعتباره عادة صحية بسيطة، قادرة على تحسين الهضم وتنظيم الوزن ورفع مستويات الطاقة، ويرجع ذلك إلى أن أجسامنا تعمل وفق الإيقاع اليومي، وهو نظام بيولوجي دقيق ينظم النوم، والهرمونات، والهضم، والتمثيل الغذائي. غير أن هذه العادة، رغم فوائدها، ليست مناسبة للجميع في كل الظروف، وقد تتحول إلى سلاح ذي حدين إذا طُبّقت بشكل خاطئ، وذلك وفقًا لما نشر في الماركا.
هل تناول الطعام في نفس الموعد يوميًا مفيد للصحة؟
ويساعد الالتزام بمواعيد وجبات ثابتة على تنظيم الشهية والحد من الأكل العشوائي بين الوجبات، كما يقلل من نوبات الجوع الشديد التي تدفع إلى الإفراط في تناول الطعام.
ومن الناحية الأيضية، يسهم الانتظام في تحسين توازن هرمونات الجوع، مثل الغريلين واللبتين، ويعزز حساسية الأنسولين، ما يدعم استقرار مستويات السكر في الدم ويقلل خطر الإصابة بداء السكري من النوع الثاني.
كما ينعكس هذا الانتظام على الحياة اليومية، إذ يساعد في الحفاظ على مستويات طاقة مستقرة، وتحسين التركيز، وتقليل الشعور بالإجهاد.
وعلى صعيد الجهاز الهضمي، يعمل الجسم بكفاءة أكبر عندما يتلقى الطعام بانتظام، ما يقلل من مشكلات مثل الانتفاخ، والحموضة، وعسر الهضم. كذلك، تساهم مواعيد الوجبات الثابتة في مزامنة الساعة البيولوجية، الأمر الذي ينعكس إيجابًا على النوم والأداء العام.
متى يصبح ضارًا؟
المشكلة تبدأ عند الخلط بين الانتظام والجمود، فتناول الطعام في نفس الأوقات، وبالأصناف نفسها يوميًا، قد يؤدي إلى نظام غذائي فقير بالعناصر الغذائية، ويزيد خطر نقص الفيتامينات والمعادن، ويؤثر سلبًا على صحة الأمعاء والمناعة.
ومن الجوانب السلبية أيضًا الملل الغذائي، إذ قد يفقد الشخص حماسه مع قلة التنوع، ما يدفعه لاحقًا إلى الإفراط في الأكل أو اللجوء إلى أطعمة غير صحية كنوع من التعويض.
وإضافة إلى ذلك، فإن الالتزام بموعد ثابت لا يتناسب مع نمط الحياة أو احتياجات الجسم قد يكون مرهقًا؛ فالعشاء المتأخر، حتى لو كان منتظمًا، قد يضر بجودة النوم ويصعّب الهضم، ويسبب حرقة المعدة أو الشعور بعدم الراحة.
كما أن تجاهل إشارات الجوع والشبع الطبيعية فقط من أجل الالتزام بالساعة قد يؤدي إلى تناول كميات أكبر من الحاجة الفعلية للجسم.
