عادة يومية شائعة تفسد النوم.. دراسة تحذر من هذا السلوك وتأثيره على الدماغ
كشفت دراسة جديدة، أجراها باحثون كنديون أن تناول الكافيين قبل النوم، ولو بعدة ساعات، قد يُبقي الدماغ في حالة من التيقظ الخفيى خلال الليل، مما يؤثر سلبًا على العمليات الحيوية التي تتم خلال النوم العميق، التي تُعد ضرورية للتعافي الإدراكي وتعزيز الذاكرة، وذلك وفقًا لما نشر في نيويورك بوست.
عادة يومية شائعة تفسد النوم
في إطار الدراسة، طُلب من 40 مشاركًا بالغًا التوجه إلى مختبر النوم في ليلتين منفصلتين، تناولوا في إحداهما 200 ملغ من الكافيين أي ما يعادل كوبين من القهوة، وفي الليلة الأخرى حصلوا على دواء وهمي.
وباستخدام تخطيط كهربية الدماغ، تبين أن الكافيين يُبقي الدماغ في حالة تأهب لفترة أطول بعد الاستغراق في النوم.
وقالت الدكتورة جولي كارير، أستاذة علم النفس بجامعة مونتريال، إن الكافيين يدفع الدماغ إلى حالة حرجة من النشاط الزائد، مضيفةً، بينما تكون هذه الحالة مفيدة خلال النهار، إلا أنها تعرقل الراحة أثناء النوم وتمنع الدماغ من الاسترخاء الكامل.
ووجدت الدراسة، أن الكافيين يثبط الموجات البطيئة المرتبطة بالنوم العميق، ويزيد من النشاط العصبي المعقد، مما يؤثر خصوصًا على المرحلة غير السريعة لحركة العين، وهي المرحلة المسؤولة عن تعزيز الذاكرة وتنقية الدماغ من السموم.
أما التأثير الأكبر فقد لوحظ بين المشاركين الأصغر سنًا من 20 إلى 27 عامًا، حيث أظهرت أدمغتهم استجابة أكبر للكافيين مقارنة بمن تتراوح أعمارهم بين 41 إلى 58 عامًا.
ويرجح الباحثون أن ذلك يعود إلى وجود عدد أكبر من مستقبلات الأدينوزين لديهم، وهي مادة كيميائية تتراكم تدريجيًا في الدماغ خلال اليوم وتدفع الإنسان للشعور بالنعاس.
وأشار الدكتور كريم الجربي، الباحث المشارك في الدراسة، إلى أن هذا النشاط العصبي الزائد خلال النوم قد يكون له تأثيرات طويلة الأمد على وظائف الذاكرة والصحة العقلية، لافتًا إلى أن معظم الأشخاص لا يدركون أن كوبًا من القهوة في وقت العصر قد يؤثر على نومهم في المساء.
وبالرغم من أن إدارة الغذاء والدواء الأمريكية تعتبر استهلاك 400 ملغ من الكافيين يوميًا آمنًا، إلا أن نتائج الدراسة تطرح تساؤلات حول تأثير الكافيين على جودة النوم حتى عند تناوله قبل عدة ساعات من وقت النوم.
