رأس الملكة نفرتيتي.. أيقونة من الكوارتزيت تحكي سحر الجمال الملكي في المتحف المصري
يعرض المتحف المصري بالتحرير، أندر وأروع قطع النحت المصري القديم: رأس الملكة نفرتيتي، زوجة الملك إخناتون، والتي تُعد من أيقونات الجمال الملكي في التاريخ الإنساني، وتجسيدًا راقيًا لفن النحت في عصر الدولة الحديثة.

رأس الملكة نفرتيتي.. أيقونة من الكوارتزيت تحكي سحر الجمال الملكي في المتحف المصري
هذه الرأس، المصنوعة من حجر الكوارتزيت الأحمر، كانت في الأصل جزءًا من تمثال مُركّب، ويُعتقد أن التاج الذي كانت تضعه نُحت من مادة مختلفة وربما فقد عبر الزمن، كما كانت العينان والحاجبان مُطعّمان بالزجاج الملون أو الأحجار الكريمة، في محاولة لإضفاء لمسة بصرية آسرة تضاهي الجمال الحقيقي للملكة الشهيرة.
وقد اكتشف هذا العمل الفني الدقيق عالم الآثار لودفيج فيشر عام 1916، أثناء حفرياته في قصر الملك مرنبتاح بمنطقة ميت رهينة (منف)، ليضيف إلى سجل الآثار المصرية كنزًا جديدًا يعكس براعة الفنان المصري القديم في تجسيد الرقي والجمال والتفاصيل الدقيقة.
ويُرجع الخبراء تاريخ هذه الرأس إلى عصر الملك إخناتون (1353–1336 ق.م)، وهو العصر الذي شهد ثورة دينية وفنية كبرى عُرفت باسم "عصر العمارنة"، حيث اتجه الفنانون إلى الواقعية والتعبير عن المشاعر الإنسانية، وهو ما يبدو جليًا في ملامح نفرتيتي المنحوتة بدقة وهدوء يعكسان مكانتها الملكية.
رأس نفرتيتي المعروضة اليوم ليست فقط تحفة فنية نادرة، بل هي أيضًا بوابة إلى فهم فكر وثقافة عصر بأكمله، ورمز خالد لامرأة استثنائية في تاريخ مصر القديمة.


