هل يجوز غسل القدمين بالصابون أثناء الوضوء وما علاقته بالتنطع والبدعة؟
يتساءل العديد من المسلمين، هل يجوز غسل القدمين بالصابون أثناء الوضوء؟ فقد يضطر البعض لغسل اليدين أو القدمين بالصابون أثناء الوضوء لإزالة نجاسة أو شوائب وأتربة، وفي هذه الحالة سيكون الصابون وسيلة للنظافة لا تتعارض مع المقصود من غسل القدمين في الوضوء لتطهيرها بالماء، حيث يتم تعريف الوضوء بأنه استعمال الماء في الأعضاء الأربعة، الوجه واليدان والرأس والرجلان، وهو واجب على المحدِث لقول الله تعالى "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ".
هل يجوز غسل القدمين بالصابون أثناء الوضوء
يحظى سؤال هل يجوز غسل القدمين بالصابون أثناء الوضوء، باهتمام بالغ من قبل ملايين المسلمين الحريصين على الالتزام بآداب الوضوء ومعرفة نواقضه على النحو الصحيح، وذلك لأهمية الوضوء المذكورة في حديث النبي صلى الله عليه وسلم "لا يقبل الله صلاة من أحدث حتى يتوضأ"، كما أن هناك العديد من فضائل الوضوء المذكورة في السنة النبوية المطهرة، فهو سببا لتكفير الذنوب لقول النبي ﷺ "من توضأ فأحسن الوضوء، خرجت خطاياه حتى تخرج من تحت أظفاره".
وفيما يتعلق بـ إجابة سؤال هل يجوز غسل القدمين بالصابون أثناء الوضوء، فقد أوضح الشيخ مصطفى العدوي أن غُسل القدمين أو اليدين أو حتى الوجه بالصابون أثناء الوضوء لا ينقضه، لأن المتوضئ سيزيل أثر الصابون بالماء وبالتالي فلن يكون حائلا بين وصول الماء إلى الجلد، مؤكدا أن الأصل في الوضوء هو غُسل الأعضاء بالماء فقط، كما ورد في سنة النبي صلى الله عليه وسلم، ولكن إذا كان هناك نجاسة على القدمين، فيجب إزالتها قبل البدء في الوضوء، ويمكن استخدام الصابون لإزالة هذه النجاسة.

هل يجب غسل اليدين بالصابون قبل الوضوء
وعلى غرار هل يجوز غسل القدمين بالصابون أثناء الوضوء، يتساءل آخرون هل يجب غسل اليدين بالصابون قبل الوضوء؟ وقد أوضح بعض العلماء أن الأوساخ الموجودة على الجلد في القدمين أو اليدين أو الوجه لا تعتبر حائلا دون وصول الماء أثناء الوضوء أو الاغتسال، ولذلك فلا يستلزم استعمال الصابون لإزالة الأوساخ.
واستدل العلماء على ذلك بأنه ربما يكون ذلك من باب التنطع، وهو مذموم ينبغي الابتعاد عنه، ووفقا لفتوى الشيخ ابن عثيمين رحمه الله قال: أن غسل الأيدي والوجه بالصابون عند الوضوء ليس بمشروع، بل هو من التعمق والتنطع، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: هلك المتنطعون، هلك المتنطعون قالها ثلاثًا "فإذا فرض أن هناك أوساخا في اليدين لا تزول إلا باستعمال الصابون، أو غيره من المطهرات والمنظفات فإنه لا حرج في استعماله حينئذ، وأما إذا كان الأمر عاديا، فإن استعمال الصابون يعتبر من التنطع والبدعة.

هل أثر الصابون يبطل الوضوء
ومن جانبها أوضحت دار الإفتاء المصرية، أن أثر الصابون قد يبطل الوضوء إذا ما ظل على الجلد ظاهرا، وبالتالي تتغير خصائص الماء ودورها المنوط بها في الوضوء، ولذلك على المتوضئ إزالة أثر الصابون من الجلد قبل البدء في الوضوء حتى لا يشك الصابون عازلا لوصول الماء.
ووفقا لفتوى الإمام ابن باز، يجوز للمسلم الاغتسال من الجنابة بالصابون، ولكن الأفضل أن يتوضأ وضوء الصلاة أولًا، ثم يغتسل غسل الجنابة، لأن ذلك فعل النبي صلى الله عليه وسلم، والأولى للمسلم أن يتوضأ وضوء الصلاة، ثم يغتسل في جميع بدنه بالصابون، أو بغيره، ولكن لا يمس العورة، فإن مسها يعيد الوضوء الشرعي، يغسل وجهه ويديه، ويمسح رأسه، وأذنيه، ويغسل رجليه.
شروط الوضوء
هناك بعض المعايير الأساسية التي تعتمد عليها شروط الوضوء وفقا لجمهور أهل العلم وتنحصر في:
- يشترط للوضوء الإسلام والعقل، فلا يصح الوضوء من الكافر ولا المجنون.
- النية القلبية شرطا من شروط الوضوء لحديث النبي صلى الله عليه وسلم "إنما الأعمال بالنيات".
- الماء الطهور، شرطا أساسيا للوضوء، فلا يصح الوضوء بالماء النجس.
- إزالة ما يمنع وصول الماء إلى البشرة، من شمع وبوية وطلاء الأظافر حتى لا يكون هناك حائل.
- الاستجمار أو الاستنجاء عند وجود سببهما، لحديث النبي صلى الله عليه وسلم "لا يقبل الله صلاة أحدكم إذا أحدث حتى يتوضأ".


