نواقض الوضوء الثمانية المتفق عليها من الفقهاء الأربعة.. تعرف عليها
ترتفع معدلات البحث عن نواقض الوضوء الثمانية، ويقصد بها المفسدات التي إذا طرأت على الوضوء أفسدته واستوجب معها إعادة الوضوء من جديد، ومن هذه النواقض ما اتفق عليه الفقهاء مثل الخارج من السبيلين، ومنها ما اختُلف فيه، ونوضحه لكم بالتفصيل في هذا التقرير عبر القاهرة 24، لمعرفة شروط صحة الوضوء التي يصح بها أداء الصلاة.
نواقض الوضوء الثمانية
تناولت أغلب كتب فقه الوضوء وآدابه، نواقض الوضوء الثمانية ونوضحها لكم كالتالي:
الخارج من السبيلين
يقصد بالسبيلين القبل والدبر، وكل ما يخرج منهما مُفسد للوضوء، سواء بول أو غائط أو ريح، وذلك لقول الله تعالى "وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا"، ويقصد بالغائط ما يخرج من الدبر من فضلات، وهي أمور تستوجب غسل المنطقة جيدا ومن ثم الوضوء.
وأما الريح فهي من نواقض الوضوء أيضا، فعن أبي هُرَيرةَ رَضِيَ اللهُ عنه، قال: قال رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم "لا تُقبَلُ صلاةُ مَن أحْدَثَ حتَّى يتوضَّأَ"، وكذلك خروج المذي، فعن علي رضي الله عنه قال "كنتُ رجلًا مذَّاءً، وكنتُ أستحيِي أنْ أسألَ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم؛ لِمكانِ ابنَتِه، فأمرتُ المِقدادَ بنَ الأسودِ، فسأَلَه، فقال: يَغسِلُ ذَكَرَه ويتوضَّأُ"، ولكن وعلى العكس فإن الخارج من غير السبيلين كالدم والقيء لا ينقض الوضوء، وهو مذهب المالكية والشافعية والحنابلة.
النوم
النوم من نواقض الوضوء الثمانية، وذلك باتفاق المذاهب الفقهية الأربعة، فعن صَفوانَ بن عسَّال رَضِيَ اللهُ عنه قال: "كان رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يأمُرُنا إذا كنَّا على سفرٍ أنْ لا ننزِعَ خِفافَنا ثلاثة أيَّامٍ ولياليَهنَّ، إلَّا من جنابةٍ، ولكنْ من غائطٍ وبَولٍ ونومٍ"، واستدلوا على ذلك بأن النوم نفسه ليس بحدث، وإنما الحدث ما لا يخلو عنه النائم، وعلى العكس فإن النوم الخفيف لا ينقض الوضوء وهو المشهور عند المالكية.
زوال العقل
ومن نواقض الوضوء كذلك المتفق عليها، زوال العقل بالجنون أو الإغماء أو السُكر قليلًا كان أو كثيرًا، وهذا باتفاق المذاهب الفقهية الأربعة، وذلك لأنه إذا كان الوضوء ينتقِض بالنوم الكثيرِ، فلَأَن ينتقضَ بهذه الأسبابِ أولى.
مس القُبل أو الدبر
مس القبل أو الدبر بدون حائل من نواقض الوضوء، وذلك لحديث بسرة بنت صفوان أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "من مسّ ذكره فليتوضأ".
أكل لحم الإبل
ويعتبر أكل لحم الإبل من نواقض الوضوء الثمانية كذلك، لحديث جابر بن سمرة أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم "أَأَتَوَضَّأُ مِنْ لُحُومِ الْغَنَمِ؟ قَالَ: «إِنْ شِئْتَ فَتَوَضَّأْ، وَإِنْ شِئْتَ فَلاَ تَوَضَّأْ»، قَالَ: أَتَوَضَّأُ مِنْ لُحُومِ الإِبِلِ؟ قَالَ: «نَعَمْ، فَتَوَضَّأْ مِنْ لُحُومِ الإِبِلِ».
لمس المرأة
وأما لمس المرأة فهي من الأمور المختلف عليها في نواقض الوضوء، ووفقا لدار الإفتاء المصرية، فإن لمس الرجل للمرأة بقصد التلذذ والشهوة ينقض الوضوء، وإن لم يقصد شيئا من ذلك فلا شيء عليه على ما ذهب إليه الإمام مالك وأحمد، استنادا لقول الله تعالى "أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ" سورة النساء، ويرى بعض العلماء أن الأظهر هنا عدم نقضه للوضوء، وأن المقصود بالملامسة الجماع.
غسل الميت
ومن الأمور المختلف فيها هل غسل الميت من نواقض الوضوء أم لا، ولكن بعض العلماء ذهبوا إلى إنه من النواقض ومبطلات الوضوء، لأن ابن عمر، وابن عباس، كانا يأمران غاسل الميت بالوضوء، وقال أبو هريرة: أقل ما فيه الوضوء.
الردة عن الإسلام
الردة عن الإسلام من نواقض الوضوء كذلك، لقوله تعالى: لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ {الزمر:65}، ولا يقتصر الردة عن الإسلام على نقض الوضوء نفسه، بل هو من مبطلات الإيمان والإسلام، وتستوجب على المرتد العودة إلى الإسلام والنطق بالشهادتين.
