الأحد 07 ديسمبر 2025
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات
محافظات

في ذكرى وفاته.. كيف صنع محمد خان سينما لا تُنسى عن أبطال لا يعرفهم أحد؟

المخرج محمد خان
فن
المخرج محمد خان
السبت 26/يوليو/2025 - 08:15 ص

تحل اليوم ذكرى وفاة المخرج الكبير محمد خان، أحد أبرز صنّاع الواقعية الجديدة في السينما المصرية، وصاحب بصمة لا تُخطئها العين في رسم ملامح الإنسان البسيط، بعيدًا عن الزخارف الزائفة أو البطولات الزائفة.

لم يكن خان مجرد مخرج، بل كاتب سيناريو ومؤلفًا سينمائيًا يرى أن السينما وسيلة للاقتراب من الإنسان، وليس فقط لتقديم الحكايات، دعّم عددًا من الأسماء الشابة، ووقف في صف التجريب والتجديد، ولم يكن أسيرًا لقوالب النجاح التقليدية.

في زمنٍ كانت فيه البطولة حكرًا على الأقوياء، اختار المخرج محمد خان أن يمنح الكاميرا لوجوه الناس العادية، الذين يمرّون أمامنا كل يوم دون أن ننتبه لهم من موظفٍ بسيط يسابق الزمن في موعد على العشاء، إلى فتاة تحاول أن تثبت نفسها في مجتمع لا يرحم في أحلام هند وكاميليا، بطولة الفنان أحمد زكي، صنع خان سينما تحترم الإنسان مهما كان موقعه، ومهما بدت حكايته بسيطة.

ذكرى وفاة محمد خان

محمد خان لم يكن مخرجًا فقط، بل كان مؤرخًا بصريًا للشارع المصري، لم يتعامل مع الواقعية كاتجاه فني، بل كموقف إنساني، ولم يهتم بالديكورات البراقة ولا بالحوار المصطنع، بل كان يصطاد التفاصيل الصغيرة التي تروي الحقيقة دون تجميل أو زيف، ستجد دائمًا عنده وشوش لم تفسدها الشهرة، وأماكن لم تلمسها الإضاءة الصناعية.

بطلات محمد خان لسن نجمات استعراض، بل نساء من لحم ودم، من فاطمة التي تعمل خادمة وتحلم بالأمان، إلى نور، التي تبحث عن حريتها وسط مجتمع يرفضها، دائمًا ما كانت النساء في أفلامه في صراع مع الواقع، ورجاله ليسوا سادة العالم، بل أحيانًا مهزومين، يحاولون فقط أن يعيشوا بكرامة.

في أفلام خان، تتحرك الكاميرا برفق، كما لو كانت تراقب الحياة دون أن تقاطعها. لا يحكم، لا يوجه، فقط يُظهر. وربما لذلك يشعر المشاهد أن ما يراه ليس فيلمًا، بل مرآة لجزء من حياته.

محمد خان صنع بطولات صامتة. أبطاله لا يحققون المعجزات، لا ينتصرون في معارك ضخمة، بل ينتصرون على التفاصيل القاتلة: على الإحباط، على الفقر، على الظلم اليومي. وهنا تكمن عظمة سينماه.. في تحويل القصص العادية جدًا، إلى أفلام استثنائية جدًا.

رغم رحيله في 26 يوليو 2016، لا تزال أفلام محمد خان تُعرض وتُدرّس وتُناقش، لم يكن صانع أفلام للترفيه، بل كان صانع وعي. خان لم يُصور مصر، بل كتب سيرتها اليومية بالكاميرا. وبهذا، أصبح من النادرين الذين صنعوا سينما لا تُنسى عن أبطال لا يعرفهم أحد.

تابع مواقعنا