نجل جندي يروي قصة أسر والده في حرب أكتوبر: كانوا بيقدموله نصف رغيف عيش خلال اليوم
روى مايكل إسحاق، نجل أحد أبطال حرب أكتوبر المجيدة، تفاصيل مؤثرة عن تجربة والده الجندي إسحاق نجيب، الذي خدم في سلاح الصاعقة المصرية خلال حرب أكتوبر 1973، حيث أسرته القوات الإسرائيلية خلال المعارك.
نجل جندي مصري يروي قصة أسر والده في حرب أكتوبر
وقال مايكل خلال حديثه لـ القاهرة 24، إن والده كان من بين الجنود الذين واجهوا العدو بشجاعة نادرة على أرض سيناء، إلا أن القدر شاء أن يقع في الأسر بعد اشتباكات عنيفة، وأضاف: والدي كان أسير وحكالي إنهم ركبوه طيارة هليكوبتر وعدّوا بيه سيناء، وبعد كده نزلوا في منطقة بعد العبور وقعدوه في مخبأ يستنّى إشارة منهم عشان يتحركوا بيه لمكان تاني.
وواصل الابن روايته قائلًا إن الطائرات الإسرائيلية كانت تحلق في الأجواء طوال اليوم، بينما كان والده يعيش على نصف رغيف خبز فقط يقدم له يوميًا، في ظروف إنسانية قاسية، وأوضح أن تلك التجربة تركت أثرًا نفسيًا كبيرًا في حياة والده الذي ظل يرويها بفخر، معتبرًا أن صموده في الأسر كان امتدادًا لبطولته في المعركة.
عملية تبادل الأسرى
وأشار مايكل إلى أن والده عاد إلى مصر بعد عملية تبادل الأسرى، ليواصل حياته بين أهله ووطنه وهو يحمل في قلبه قصة نصر وشرف لا تُنسى، وأضاف أن والده ظل يتحدث دائمًا عن زملائه في الصاعقة الذين قاتلوا ببسالة وضحوا بأرواحهم من أجل رفع راية مصر عالية.
واختتم: كان والدي بيقول دايمًا إن الجندي المصري وقت الحرب مكنش بيفكر في نفسه، كان كل همه بلده، ودي كانت أعظم أيام حياته، مؤكدًا أن جيل أكتوبر سيظل رمزًا للعزة والكرامة في وجدان كل المصريين.
هؤلاء الأبطال لم يبحثوا عن مجد شخصي، بل عن رفع علم مصر فوق أرضهم بحرية وكرامة.. واليوم في الذكرى الـ 52 لحرب أكتوبر 1973، يُعيد أبناؤهم نشر سيرتهم لتبقى الذاكرة حية، ولتعرف الأجيال الجديدة أن نصر أكتوبر لم يكن ضربة حظ، بل ثمرة دماء وتضحيات وصبر رجال آمنوا بأن النصر قادم لا محالة.
