في ذكرى ميلاده.. ما الذي يجعل حسن الأسمر حاضرًا حتى بعد الرحيل؟
يحل اليوم 21 أكتوبر، ذكرى ميلاد الفنان الشعبي حسن الأسمر، الذي وُلد عام 1959، وارتبط اسمه في وجدان المصريين بأغنيات خالدة مثل كتاب حياتي يا عين وأنا أهو وأنت أهو، وغيرها من الأعمال التي أصبحت من علامات الأغنية الشعبية في مصر.

لماذا لم يغب صوت حسن الأسمر عن وجدان المصريين؟
لأن حسن الأسمر لم يكن مجرد مطرب شعبي، بل كان صوتًا خرج من قلب الشارع المصري، يحمل في طبقاته وجع البسطاء، وأحلامهم، وحنينهم المكسور./ صوته لم يكن أداءً فنيًا فقط، بل كان حالة إنسانية خالصة، يختلط فيها الحزن بالصدق، والعنفوان بالانكسار، ولذلك وجد فيه الناس مرآة لمشاعرهم اليومية التي لم يعبّر عنها أحد سواه بهذه الشفافية.
من هو الفنان حسن الأسمر
وُلد حسن الأسمر في حي العباسية بالقاهرة، وينتمي لأصول صعيدية من محافظة قنا، وهي أصول كانت حاضرة بقوة في شخصيته وصوته وطريقة غنائه، ونشأ في بيئة شعبية صعبة، لكن هذه النشأة صقلت إحساسه، وعلّمت صوته كيف ينقل وجع الناس الحقيقي، وهو ما جعله محبوبًا من الطبقة البسيطة ومن جمهورعريض لم يكن يجد من يعبّر عنه في الأغاني السائدة وقتها.
ورغم النجومية التي حققها، ظل يعيش حياة بسيطة، وكان متزوجًا ولديه ابن واحد يُدعى هاني، وقد تحدث الأخير في أكثر من مناسبة عن العلاقة الخاصة التي جمعته بوالده، قائلًا إن حسن الأسمر كان حريصًا على توجيهه، ودائمًا ما نصحه بأن الموهبة وحدها لا تكفي، وأن التواضع هو سر النجاح الحقيقي.

بدأ مشواره الفني في منتصف الثمانينيات، ولفت الأنظار بصوته المختلف وإحساسه العالي، لكن انطلاقته الكبرى جاءت مع أغنيته الأشهر كتاب حياتي يا عين، التي لا تزال تُردد حتى الآن، وتحولت إلى أيقونة للألم الشعبي.
ومن بعدها قدم مجموعة من الأغاني التي أصبحت علامات في مسيرته، مثل أعملك إيه، ومتشكرين، وعلى فين يا هوى، وأنا أهو وأنت أهو، وطعم الأيام، وغيرها.

أعمال الفنان حسن الأسمر
لم يكن مطربًا فقط، بل كان فنانًا شاملًا، شارك في العديد من الأعمال التمثيلية، وبرز في أدوار درامية وسينمائية ناجحة، منها فيلم ليلة ساخنة مع الفنان نور الشريف، بالإضافة إلى مشاركته في مسلسل أرابيسك، ومجموعة من المسرحيات التي حققت نجاحًا كبيرًا في التسعينيات.
عرف عنه التواضع الشديد، والحرص على دعم المواهب الجديدة، كما كان محبًا للمواويل، وكان يرتجلها في كواليس حفلاته والبروفات وكان يقضي أغلب أوقاته مع أسرته، ويحرص على البُعد عن الأضواء حين لا يكون على المسرح أو أمام الكاميرا.
توفي حسن الأسمر في 7 أغسطس 2011، عن عمر 52 عامًا، إثر أزمة قلبية مفاجئة، بعد ظهوره في أحد الإعلانات الرمضانية، وهو ما جعل رحيله صادمًا للكثيرين، لكن رغم الرحيل، بقيت أغانيه، وبقي صوته، وبقيت سيرته جزءًا من ذاكرة المصريين.



