السبت 06 ديسمبر 2025
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات
محافظات

دراسة: الأطعمة فائقة المعالجة تغيّر بنية الدماغ وتسبب الإدمان الغذائي

تعبيرية
صحة وطب
تعبيرية
الثلاثاء 21/أكتوبر/2025 - 06:29 م

حذر العلماء من أن الاستهلاك المنتظم للأطعمة فائقة المعالجة لا يضر بالصحة الجسدية فحسب، بل قد يؤدي أيضًا إلى تغييرات فعلية في الدماغ تجعل الإنسان مدمنًا عليها، في حلقة مفرغة من الإفراط في تناول الطعام، وحسب ما نشرته صحيفة ديلي ميل البريطانية. 

 الأطعمة فائقة المعالجة تغيّر بنية الدماغ وتسبب الإدمان الغذائي

كشفت دراسة جديدة نُشرت في مجلة نيتشر عن أن هذه المنتجات قد تُحدث إعادة توصيل في دوائر الدماغ المسؤولة عن الجوع والمكافأة، وهو ما يفسر صعوبة مقاومة تناولها، فبعد أن ارتبطت هذه الأطعمة سابقًا بأمراض السمنة، والسكري، والقلب، والخرف.

وقال الدكتور أرسين كانياميبوا، خبير علوم الدماغ بجامعة هلسنكي والمشارك في الدراسة: تشير نتائجنا إلى أن الاستهلاك العالي للأطعمة فائقة المعالجة يرتبط باختلافات واضحة في بنية الدماغ، ربما تسهم في أنماط سلوكية مثل الإفراط في الأكل.

وأضاف أن هذه التغييرات لا يمكن تفسيرها بالسمنة أو الالتهاب فقط، مرجحًا أن المواد المضافة والمستحلبات قد تلعب دورًا مباشرًا في التأثير على الدماغ.

تحليل ضخم يكشف العلاقة بين الطعام والدماغ

اعتمدت الدراسة على تحليل مسوحات دماغية لأكثر من 33 ألف شخص من المشاركين في البنك الحيوي البريطاني، وتتبعهم الباحثون على مدى ثماني سنوات، حيث خضعوا لاختبارات غذائية وفحوص دماغية دقيقة.

وأظهرت النتائج أن المشاركين الذين حصلوا على أكثر من 46% من سعراتهم الحرارية من الأطعمة فائقة المعالجة، كانت لديهم تغيرات في مناطق الدماغ المسؤولة عن الجوع والشهية، وخاصة في منطقة تحت المهاد الهايبوثالاموس التي تنظم الشعور بالجوع والشبع.

ورصد العلماء انخفاضًا في متوسط الانتشار العصبي في هذه المنطقة، ما يشير إلى زيادة في الالتهاب وكثافة الخلايا، ويُعتقد أن هذا الالتهاب يضعف قدرة الدماغ على التحكم في الشهية، ويعزز الرغبة في تناول المزيد من الأطعمة غير الصحية حتى في حالة الشبع.

كما لاحظ الباحثون تغيرات في مناطق المكافأة والتحفيز مثل النواة المتكئة، تمثلت في انخفاض كثافة الخلايا وزيادة محتوى الماء، وهي مؤشرات مبكرة على تدهور إدراكي وانكماش في أنسجة الدماغ، ما قد يؤدي إلى فقدان السيطرة على العادات الغذائية.

كما أشار الباحثون إلى أن هذه التغيرات قد تؤدي إلى الأكل القهري وغير المتكّيف، ما يسهم في زيادة الأمراض الأيضية ويُبقي الفرد عالقًا في دائرة من الإفراط في الأكل والاكتئاب وضعف السيطرة الذاتية، فيما إن استهلاك الأطعمة فائقة المعالجة يرتبط بتغيرات بنيوية في الدماغ في المناطق التي تنظم سلوك الأكل، ما يفسر استمرار تناولها رغم أضرارها الصحية الواضحة.

ما هي الأطعمة فائقة المعالجة؟

أكد خبراء التغذية أن  الأطعمة فائقة المعالجة تحتوي على ملونات صناعية، ومحليات، ومواد حافظة، ومستحلبات تهدف إلى تعزيز النكهة أو إطالة مدة الصلاحية، وتشمل هذه الأطعمة:
• الوجبات الجاهزة والمعلبة
• رقائق البطاطس
• الآيس كريم
• صلصات الطماطم والكاتشب

وأكد العلماء أن هذه الأطعمة تختلف عن الأطعمة المعالجة التقليدية، مثل الجبن والخبز الطازج، إذ إنها تقدم قيمة غذائية منخفضة جدًا وتؤدي إلى خلل طويل المدى في التوازن العصبي والغذائي.

وتعد المملكة المتحدة من أكثر الدول الأوروبية استهلاكًا لهذه المنتجات، حيث تمثل 57% من النظام الغذائي الوطني، وهو ما يثير مخاوف متزايدة بشأن تداعياتها على الصحة العامة.

تابع مواقعنا