200 مليون ليرة ومحاربة قيام دولة للمسلمين.. إعلام البوسنة يكشف تفاصيل جديدة عن سفاري قنص البشر
تتصدر قصة سفاري سراييفو وسياح الحرب عناوين وسائل الإعلام المحلية في البوسنة والهرسك هذه الأيام، كما أنها تجذب اهتماما كبيرا من وسائل الإعلام الأجنبية.
حصار سراييفو وسياحة قنص البشر
وقد أثارت المزاعم بأن أجانب كانوا يأتون إلى سراييفو المحاصرة في أوائل التسعينيات من القرن الماضي ليقتلوا مواطني العاصمة البوسنية، بمن فيهم الأطفال في كثير من الأحيان، من أجل المتعة، صدمة واشمئزازًا، حسبما نشرت صحيفة N1 سراييفو.
وبعد أن فتح الادعاء العام في ميلانو تحقيقًا في هذه القضية، بناءً على بلاغ من الصحفي الإيطالي إيزيو غافازيني، تظهر تفاصيل جديدة في وسائل الإعلام.
وكانت صحيفة كورييري ديلا سيرا قد كتبت عن عرض السياحة المنحرفة في يوغوسلافيا السابقة، وتحديدًا في البوسنة والهرسك التي مزقتها الحرب، وعن العديد من خطوط الجبهة، حسبما نقلت N1 سراييفو.
وعن تفاصيل الرحلات، فكان الانطلاق يوم الجمعة، بطائرة خاصة إلى مطار صغير قريب، ثم السفر بمركبات مصفحة، مجهزة بأسلحة نصف آلية وأنواع أخرى من الأسلحة للمنافسة، هذا ما ورد في وصف الإعلان، الذي يبدو وكأنه عرض سياحي نموذجي لوجهة غريبة، ولكن الهدف بدلًا من العطلة هو شيء آخر تمامًا.
كما كتبت الصحيفة الإيطالية، هو سلسلة من المواقع التي تتبع القتال الذي مزقته الحرب، ويمكن لـ السياح الاختيار بين مجرد المراقبة أو المشاركة في القتال.
وذكرت كورييري ديلا سيرا في عددها الصادر في 30 مارس 1995 اسم فران بروني، الأمين العام للمحكمة المدنية والجنائية في ميلانو، الذي قدم نتائج سلسلة من التحقيقات حول ظواهر مروعة جديدة في منطقة يوغوسلافيا السابقة.
ووفقًا لبروني، يُقال إن هؤلاء السياح، الذين يذهبون الآن إلى يوغوسلافيا السابقة، هم في الغالب أمريكيون، وغالبًا ما يأتون مسلحين. هذه واحدة من أوضح الأمثلة على التجريد من الإنسانية وواحدة من أبشع ظواهر الحرب.
ولفت تقرير الصحيفة البوسنية إلي تفاصيل جديدة حول العشاء الفاخر الذي يُقدم لسياح الحرب، والتعاون مع الجنود الكروات وكان السياح في هذه الحالة هم ما يُعرف بـ الليغيست، وهم أعضاء حزب الرابطة الشمالية (Lega Nord) اليميني الإيطالي، المعروف بمواقفه المعادية للمهاجرين والعدائية تجاه المسلمين خلال التسعينيات.
كما أنهم يُعتبرون بحسب الصحيفة من أنصار الجماعات اليمينية المتطرفة، وتُعرف أفكارهم حول انفصال شمال إيطاليا، وعلى بعد بضعة كيلومترات من موستار التي قُصفت ودُمرت، تُقدم الشمبانيا والمحار، على الطاولة، على طبق فضي، بقايا وجبات تُقدم في مطعم يديره كروات وأوستاشا.
وذكرت الصحيفة نقلًا أن هؤلاء السياح ومعاونيهم كانوا لا يطيقون فكرة أن يكون للمسلمين دولة خاصة بهم، وكتب أحد أعضاء الرابطة الشمالية، مع سكرتير البلدية السابق للثقافة لتلك الحفلة، في الصحيفة الإيطالية في عدد عام 199، أن المشاركين في هذه المغامرة ينطلقون من ميلانو عبر كرواتيا، حاملين مساعدة للكروات والأوستاشا - بينما يظل مصدر الأموال غير معروف ـ وأثناء الرحلة كان يقدم لهم انواع والطعام الفاخر والشمبانيا، بينما يواصلون متعتهم في قنص المدنيين.
وأوضحت الصحيفة أن ما يقرب من مائتي مليون ليرة كان يدفعها الأثرياء تُوزع على الكرواتين؛ ومعقل الأوستاشا الأكثر تحصينًا؛ وثلث للوادي الأخضر، وهو ملعب كرة قدم تحول إلى مخيم خيام مليء باللاجئات المسلمات اللواتي يعتمدن كليًا على المساعدة الإيطالية.




