والدة الصغير عدنان ضحية سياحة قنص البشر في سراييفو: ابني في الجنة وأطالب بتحقيق العدالة
تجدد عائلات في سراييفو مطالبها بتحقيق العدالة بشأن ما يُعرف بسفاري القنص خلال حرب البوسنة، في وقت قالت فيه فاطمة بوبوفاتش، التي قُتل طفلها ذو الأعوام الستة برصاص قنّاص خلال حصار سراييفو بين عامي 1992 و1995، إنها لا تستطيع استيعاب كيف يمكن لأي شخص أن يقتل صغيرا بدافع التسلية.
سفاري سراييفو وسياحة قنص البشر
وذكرت تقارير أن الحصار أسفر عن مقتل 11،500 مدني، بينهم أكثر من 1،600 طفل.
وبعد سنوات من مطالبات الناجين بفتح تحقيق في تورط أثرياء إيطاليين يُزعم أنهم ساعدوا قوات صرب البوسنة في عمليات القتل، والتي تناولتها وسائل إعلام دولية عام 1995 تحت عناوين مثل سفاري القنص في سراييفو، بدأت النيابة العامة في ميلانو مطلع الشهر الجاري تحقيقًا رسميًا أعاد الأمل إلى عائلات الضحايا.
التحقيق الذي أطلقه الادعاء في ميلانو يطال إيطاليين يُشتبه في أنهم دفعوا لعناصر من جيش صرب البوسنة مقابل رحلات إلى سراييفو خلال الحصار الممتد أربعة أعوام تقريبًا بهدف قتل مدنيين، مسلطًا الضوء من جديد على أحد أكثر فصول الحرب قتامة، التي شهدت قصفًا متواصلًا وهجمات قنص ممنهجة.
وخلال تلك الفترة، كان المدنيون في سراييفو يخاطرون بحياتهم مع كل محاولة لعبور شارع أو حتى المرور عبر باب منزلهم.
من جانبها، أكدت فاطمة بوبوفاتش والدة الطفل عدنان أحد ضحايا النقص، أنها قضت عقودًا تبحث عن إجابات بشأن مقتل طفلها عدنان.
وطالبت بمحاسبة مطلقي النار وكل من قدّم لهم العون، مضيفة أن طفلًا في السادسة لم يكن يمكن أن يؤذي أحدًا، وأشارت إلى أنها لا تزال عاجزة عن فهم الدوافع وراء هذه الجرائم، معتبرة أن من ارتكبوها فقدوا إنسانيتهم، ورغم ألمها، قالت إنها لا تتمنى الشر لأحد وتأمل أن تظهر الحقيقة وأن يتحقق الحق، مضيفة أن ابنها سيكون بانتظارها في الجنة.
الدعوات ذاتها يرددها جِميل هودجيتش، مؤسس مشروع زقاق القنّاصة المخصص لتوثيق جرائم الحرب، وقد قُتل شقيقه البالغ من العمر 16 عامًا خلال الحصار، ويرى هودجيتش أن وصف المتورطين بـ السياح لم يعد مقبولًا، مشددًا على أن الوصف الأدق هو قتلة وإرهابيون.
كما يؤكد أن العمليات تمّت عبر شبكات مدعومة من أجهزة أمن صربية في تلك الفترة، مضيفًا أنه إنه سيواصل كفاحه من أجل الحقيقة حتى آخر يوم في حياته.
وفي عام 2021، أعاد انتشار لقطات جديدة تُظهر قنّاصة يستهدفون مدنيين إحياء ذكريات موجعة لدى سكان سراييفو، ما يعكس عمق الصدمة التي لا تزال حاضرة حتى اليوم.
وبالنسبة للناجين، يشكل تحقيق ميلانو أول خطوة ملموسة منذ عقود نحو كشف الحجم الحقيقي لعمليات استهداف المدنيين مقابل المال خلال الحصار.





