زلزال تحقيقات 7 أكتوبر.. حكومة نتنياهو رفضت خطة لاغتيال السنوار والضيف قبل الحرب رغم تأييد الشاباك
كشفت شهادات جديدة قُدّمت إلى لجنة التحقيق في إخفاقات 7 أكتوبر، التي يرأسها اللواء الاحتياط بجيش الاحتلال الإسرائيلي سميح تورجمان عن فرص ضائعة كانت قد تُمكّن إسرائيل من إحباط هجوم 7 أكتوبر، وعلى رأسها خطط جاهزة لتصفية قيادتي حماس في غزة يحيى السنوار ومحمد الضيف قبل اندلاع الحرب.
زلزال تحقيقات 7 أكتوبر
وبحسب صحيفة يديعوت أحرونوت، ووفق الشهادات، عرض قادة في قيادة المنطقة الجنوبية منذ عام 2022 مبادرة عسكرية إسرائيلية واسعة تتضمن اغتيال كبار قادة حماس، تدمير منشآت تصنيع السلاح في القطاع، وتنفيذ مناورة برية محدودة لتدمير مناطق إطلاق الصواريخ.
هذه الخطة، كانت تقوم على أربع مراحل تبدأ بضربة مفاجئة تُطيح بالسنوار والضيف وتُتبع بسلسلة ضربات جوية مكثفة على بنى حماس العسكرية، وصولًا إلى دخول ثلاث فرق نظامية للقطاع لمدة أسبوعين تقريبا.
إلا أنّ الخطة بقيت في الأدراج، فبحسب شهادات ضباط كبار، رُفض تنفيذها مرتين خلال عام ونصف قبل هجوم 7 أكتوبر، رغم تأييد جهاز الشاباك مبدئيا، والسبب كما تظهر الشهادات، كان تمسّك المستوى السياسي، بقيادة بنيامين نتنياهو، بسياسة الإبقاء على حكم حماس في غزة والحفاظ على هدوء بأي ثمن، إضافة إلى توجيه الجيش للتركيز على التهديد من الجبهة الشمالية وإيران.
شهادات أخرى عُرضت أمام اللجنة تكشف أنّ الشاباك نفسه هو من بادر عام 2022 إلى اقتراح اغتيال السنوار، عقب عملية إلعاد التي استُخدمت فيها فؤوس لقتل إسرائيليين، وبعد خطاب السنوار الذي دعا فيه الفلسطينيين لتنفيذ هجمات بالسلاح الأبيض، لكن الاقتراح رُفض بسبب الرؤية السياسية القائمة على الفصل بين الضفة وغزة وعدم الانجرار إلى مواجهة واسعة في القطاع.
الفرصة الأخطر كما ورد في الشهادات كانت في ربيع 2023، أثناء توترات بين غزة وإسرائيل، حينها طُرحت مجددا خطة تصفية قيادة حماس، ووافق الشاباك عليها، لكن قيادة الجيش رفضتها بدافع الالتزام بالسياسة الحكومية القائمة على منح حماس هامش حصانة، وبسبب تحويل معظم الجهد العسكري نحو الاستعداد لمواجهة محتملة مع حزب الله وإيران.
وتُظهر الوثائق التي اطّلعت عليها اللجنة أن قيادة المنطقة الجنوبية لم تنجح في بلورة الخطة إلى مستوى جاهزية يُقنع صناع القرار، وأنه لم تُعرض بشكل كامل على رئيس الأركان ولا على القيادة السياسية، وفي المقابل، تكشف شهادات الضباط أنّ الاستخبارات الإسرائيلية كانت تعلم أن حماس درست تنفيذ خطتها جدار أريحا بين أبريل ويوليو 2023 مستغلة الانقسام الداخلي في إسرائيل بسبب التعديلات القضائية.
وبحسب التقرير فإن اللجنة، التي لا تملك تفويضا لحسم المسؤوليات السياسية أو تقييم إخفاقات الإعداد للمعركة، اكتفت بتجميع الشهادات ورفعها إلى مكتب مراقب الدولة، لكن الشهادات تُظهر بوضوح أنّ التمسك بسياسة إدارة الصراع مع حماس، والحرص على عدم إشعال جبهة غزة، كان من بين العوامل المركزية التي سمحت للحركة بالاستمرار في التعاظم والاستعداد للهجوم الذي نفّذته في 7 أكتوبر.









